قَصِيدُ: "عَبْرَ عُيُونِي"
جَاءَنِي طَيْفُكِ لِيَسْأَلَنِي
"لِمَنْ تَشْقَى ؟..."
فَضَحِكْتُ مُرَاوِغًا ...
وَ دَلَّتِ الشَّمْسُ
لِمَنْ أَشْقَى ...
عَبْرَ عُيُونِي ...
لِتَحْيَا الذِّكْرَى ...
بَيْنَ بَوَاخِرِ المَلْقَى ...
فَيَحْكِي الطَّيْرُ عَنَّا ...
لِنَجْمَاتٍ كَابَدَتْ شَوْقَ ...
فَتَعَلَّلَ النَّسِيمُ مُرَافَقَةَ عِطْرَكِ ...
وَ تَوَعَّدَ إِذَا غَابَ لَنْ يَبْقَ ...
وَ تَخَاطَبَ العُقْدُ مَعَ جِيدِكِ ...
بِمَا قُدَّ مِنْ كَلِمَاتِ العَاشِقِ ...
فَانْفَرَطَ مِنْهُ مَا زَانَ وَ مَا صَدَقَ ...
وَ ذَكَّرَنِي أَنَّ البَدْرَ قَدْ صَاغَ ...
لِعَيْنَيْكِ أَبْوَابَ الجَنَّةِ ...
فِي أَحْضَانِ بَحَّارٍ مَا خَافَ الغَرَقَ ...
لَاعَبَتْهُ رِيَاحُ العَيْشِ ...
عَلَى شَطَحَاتِ الدَّهْرِ ...
فَتَرَّفَقَ رَاحَاتِ السُّفُنِ ...
فِي صَدْرِ البَحْرِ ...
و كَانَتْ لُغَةِ الرَّمْشِ ...
بِرُوحِ الرَّيْحَانِ ...
تَسْحَرُ مَا رَاحَ مِنْ عُمْرِي ...
فَيَكُونَ مَهْدًا لِمَنْ تَمْشِي ...
عَلَى أَوْتَارِ قَلْبِي ...
لِيَكُونَ العَقْلُ مِنْ خِتْرِي ...
قَدْ وَثِقَ أَنَّ الزَّهْرَ قَدْ وَثَقَ ...
فِي وَصْفِي نَجْمًا قَدْ نَطَقَ ...
يَا سِرَّٕ بَسْمَاتِي وَ فَرَحِي ...
لَوْ طَلَّ وَجْهُ مَنْ عَبَقَ ...
فِي كَلِّ الرَّحْمَانِ ...
فَخَرَّ مَا انْطَلَقَ ...
فِي أَنْحَائِي وَرَّاقُ أَزْمَانِي ...
كَافِيًا مَا انْفَرَطَ وَ مَا عُلِّقَ ...
وَ دَلَّتْنِي الأَيَّامُ أُنْسَ مَنْ رَافَقَ ...
طَيْفَ الخِلِّ فَتَرَفَّقَ ...
تَرَفًقَ الأَيَادِي زَارِعًا شَوْقِي ...
عَلَى طِيبِ العِشْقِ ...
بَيْنَ نجْمَاتِ اللَّيْلِ ... بَدْرًا ...
يَهُمُّ الحَوْلَ مَنْ وَازَنَ العُمْرَ ...
فَكَانَ الغِيَابُ مَحْنَ مَا تَوَثَّقَ ...
وَ تَبَادَرَ لِلْحَالِمِ مَيْلِي ...
لِجَوْزَاءَ الخَاطِرِ حَقًّا ...
لَا جَازَ فِيِهِ غَيْرُ مَا رَڨَّ ...
عِنْدَ وَجْدِي عَيْنَيْ حَبِيبَتِي ...
فَكَيْفَ لَا أَشْقَى دُونَهَا ...
حَتَّى أَرَى اللَّحْظَ فِي مَرْمَاهِ اللُّقَى ...
يَا نُورَ الكَوْنِ دُلَّهُ مَا رَاقَ لِي ...
فِي نَشْوَةِ مَنْ عَانَقَ ...
عَانَقَ الحَوْرَاءَ فَبَاحَ ...
أَنَّ الوَصْلَ زَادَنِي تَأَلُّقَ ...
د. خالد الجلاصي
07/06/2021
11:12
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق