الثلاثاء، 16 مارس 2021

محمد صالح رحيمي

 مَاذَا سَأُهْدِيكِ .. سَيِّدَتي ؟

                  [البحر البسيط]

شعر  : محمد صالح رحيمي لفسيسي

هَلْ صَاحَ أَمْ أَنْشَدَ ٱلْأَشْعَارَ أَمْ عَزَفَـا

          قَلْبٌ عَلَى غُصْنِهِ ٱلْمَـيَّـادِ قَدْ وَقَـفَـــا ؟

مَا ذَلِكَ ٱللَّحْنُ يَوْماً كُنْتَ تَــعْــزِفُـــهُ

          إذَا تَـخَـلَّـى بَيَانٌ عَنْكَ وَ ٱنْصَـــرَفَـــا

أجِبْ مُطَالِبَتِي بِٱلْصِّدْقِ قَدْ سَـأَلَـتْ :

          أَعْدَاؤُكَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْأَقْمَارُ أَمْ حُلَـفَــآ ؟

مِنْ سُوءِ حَظِّكَ أَوْ حَظِّي بِتَـجْــرِبَـةٍ

          أَخْفَيْتُ سِرَّكَ ، لَكِنْ لَاحَ وَ ٱنْكَـشَـفَــا

وَكيْفَ تَحْتَــفِـلُ ٱلْأَقْـمَــارُ فِي أُفُـــقٍ

          وَٱلشَّمْسُ بَاكِيةٌ فِي أرْضِـهَا أَسَــفَــا ؟

لاَ مَاءَ لِلْحُسْنِ يَرْوِي ، لاَ ظِلاَلَ تَقِي

          ٱلنَّارُ أَحْـرَقَتِ ٱلْأَشْجَــارَ وَ ٱلْـخَــزَفَـا

بِٱلْحَرْبِ فِي أَرْضِ إِخْوَانٍ وَمَصْغَـبَةٍ

          ٱلْفَاءُ فِي لَفْظِ دِفْءٍ أَصْبَحَـتْ أَلِــفَـا

إِنَّ ٱلنِّسَآ -رَأْيَ قَوْمٍ- نِصْفُ مُجْتَـمَـعٍ

          وَٱلنِّصْفُ يَاأَسَفاً بِٱلنِّصْفِ مَاٱعْـتَرَفَـا

مَاذَا تَقُولُ ذَوَاتُ ٱلْحُسْنِ عَنْ رَجُــلٍ

          بِٱلنَّاقِصَاتِ نِسَاءَ ٱلكَوْنِ قَدْ وَصَــفَـا ؟

فَلِي صَـدِيقٌ أَرَى ٱلزَّهْــرَ حَـــفَّ بِـــهِ

          وَمَا أَرَاهُ لِزَوْجٍ زَهْــــــرَةً قَــطَــــفَـــا

حَتَّى ٱسْمُهَامِنْ حَدِيثٍ كَانَ يَـسْرُدُهُ

          - لَمَّا ٱشْرَأَبَّتْ لَهُ ٱلْاَعْنَاقُ-قَدْ حَـذَفَـا

يَايُّهَا ٱلرَّجُلُ ٱلمَفْـتُولُ شَــــــارِبُــــــهُ

          فَكَيْفَ لَا تَحْتَفِي حُبّاً لَـهَـا وَ وَفَـــــآ؟

ٱللَّيْثُ أُنْثَاهُ فِي صَيْدٍ تُسَـــاعِــــــدُهُ

          فهَلْ بِـرَأْيِكَ أَنَّ ٱللَّيْثَ قَدْ ضَـعُــــفَـا ؟

مَتَى بِوَاحِـدَةٍ صَفَّـقْـتَ فِـي فَــــرَحٍ ؟

          بِغَيْرِ أُخْـتٍ ، يَـدٌ مَا حَقَّقَـتْ هَــدَفَــا

كُفُّواْ مِنَ ٱلْمَيْنِ وَٱلْإِرْجَافِ فَٱمْــــرَأَةٌ

          وَنِصْفُهَا ٱلرَّجُلُ ٱلْقَوَّامُ مَـا ٱخْــتَـلَفَـا

قَدْ مَارَسَتْ مِــهَـناً شَتَّى بِـمَــقْـــدِرَةٍ

          وَ أَثْقَنَتْ يَدُهَا ٱلْأَعْمَـالَ وَٱلْحِــرَفَـــا 

أَرَى مُـهَـنْـدِسَــةً فِي كُلِّ نَــاحِــيَـــةٍ

          تَبْنِي ٱلسَّرَادِيبَ وَٱلْأَسوَارَ وٱلْغُـرَفَـا

أُخْرَى صَحَافِـيَـةً كَٱللَّيْثِ بَـاسِــلَـــةً

          إِذَاٱمْتَطَتْ مَنْبَراً،أَوْحَرَّرَتْ صُـحُـفَـا

أُخْرَى تُدَافِعُ دَوْماً قَلْبَ مَــحْـكَـمَــةٍ

          عَنْ كُلِّ مُتَّهِمٍ  لِلذَّنْبِ مَا ٱقْـــتَرَفَـــا

أُخْرَى مُـعَـلِّــمَــةً تَأْوِي إِلَى جَـــبَـــلٍ

          نَاءٍ،وَمِنْ عِلْمِهَا كَمْ ظَامِيءٍ غَـــرَفَـا

أُخْرَى صِغَارٌ تُــرَبِّـيــهِـمْ  عَـلَى أَدَبٍ

          وَٱلْبَيْتُ مَاصَحَّ لَوْلاَهَا، وَمَا نَـظُــفَـا

أُخْرَى تُدَاوِي بِإِخْلَاصٍ ذَوِي عِــلَــلٍ

          مَاهَمَّهَا ٱللَّيْلُ إِنْ وَلَّـى أَوِ ٱنْــتَصَفَـا

إِنِّي أَرَى وَ أَرَى ، لَكِنْ يُــــكَـذِّبُـــنِـي

          مَنْ بِٱنْتِقَادِي على أَوْرَاقِهِ شَــغِـفَــا

إِنَّ ٱلْعَدُوَّ  وَلَوْ أَطْعَــمْــتَهُ عَــسَـــلاً

          فَلَيْسَ حُلْواً عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ مَارَشَفَا

فَٱلْمَرأَةُ ٱلْيَوْمَ  لاَ تَحْــتَاجُ  لَافِـــتَةً

          لِكَيْ تُحَــرِّرَ مِنْ تِلْكَ ٱلْقُـيُـودِ قَـفَــا

إِصْرَارُهَا وَ حِجَـاهَـا وَ ٱسْتِمَاتَـتُهَـا

          وَفَيْضُ حُبٍّ ، وَطَرْفٌ لَا أَرَاهُ غَفَـا

بِهَا مِنَ ٱلدَّرْبِ هَدَّتْ كُلِّ عَـــائِـقَــةٍ

          وَ حَطَّمَتْ كُلَّ ما دَسُّـواْ لَهَا بِخَـفَـآ

لَا تُدْخِلُواْ ٱمْرَأَةً مَيْـدَانَ مَـعْـرَكَـــةٍ

          بَدْرٌ مَتَى بِشُوَاظِ ٱلنَّارِ قَد قَــذَفَــا ؟

فِي كُلِّ نَاحِيةٍ أُخْتِي نَشَرْتِ شَـذََا

          لَـٰكِنَّهُمْ زُكِـمُواْ ، فٱلْعَـرْفُ ما عُرِفَـا

مِنْكِ ٱلضِّيَاءُ بَدَا كَٱلْحَقِّ مِنْ رُسُلٍ

         أَعْمَى لَعُمْرُكِ مَنْ هَذَا الضِّياءَ نَفَى

أُهْدِيكِ يَا أُخْتُ أَوْرَاقِي وقَافِـيَتِي

          يَضُخُّ بِٱلْحِبْرِ هَذا ٱلْقَلْبُ إِنْ وَجَفَا

أَقْـسَـمْـتُ بِٱللهِ أَنْ أَبْقَى لَكُنَّ أَخــاً

          وَ ٱلْحُرُّ مِثْلِي يَفِي بِٱلعَهْدِ إِنْ حَلَفَا

محمد صالح رحيمي (لفسيسي) من المملكة المغربية .

٢٠٢١/٣/٨ اليوم العالمي للمرأة

الْميْن : الكذب - الْإِرجاف : الخبر الكاذب - الْحِجا : العقل - المَسْغَبَة : المجاعة - العَرْف  والشذا : الرائحة الطيبة - وَجَفَ القلبُ : دقَّ .

هناك تعليق واحد:

  1. محمد صالح ركيمي شاعر موهوب يتنفس القصيد ويتغذى بعالم كله مشاعر واحاسيس وصور بليغة... وكاني به خلق لينقطع لهذا العالم الذي يسكنه ويستكين اليه.... لاشيء يعوض الشعر عند الرجل... يفرح شعرا ويتالم شعرا ويتبرم شعرا ويستمتع شعرا... وانا الذي رافقته لازيد من عقد... لم اره يوما يعيش خارج دائرة الشعر... فتكريمه هو الاستماع للقصيدة وهي تنساب سلسة عذبة من بين شفتيه... نعم اجمل بكثير ان تسمع له لا ان تقرا له.....
    ولا ابالغ اذا قلت بان علاقتي به هي علاقتي بشعره كما ان علاقته بي هي علاقة بمن يسمع ويستمتع بشعره....
    نعم الاخ رحيمي انت اليوم في اوج عطائك..... فواصل ففيك متسع للقصيدة كبير ومناطق غير موطوءة لحد الساعة.

    ردحذف

( جَمالُ الرّوح ).... سمير موسى الغزالي

 ( جَمالُ الرّوح ) بحر الوافر بقلمي : سمير موسى الغزالي  و يَنأى عن حَرامِكُمُ الحَلالُ و هل يَخفى إذا اكتملَ الهلالُ ؟ جَمالٌ في المَظاهرِ ...