قصيدة بعنوان ( زمن الموبقات والفتن )
بقلم : إبراهيم محمد رمضان
هذا الزمَانُ إنتشرتْ فيهِ الفِتنَ
والأرضُ من هولِ الذنوبِ تزلزلَتْ
عمّ البـلاءُ على الورى بِذنوبهِمْ
والموبِقاتُ كأنْها أدواتٌ إستُعمِلتْ
عجباً فترى بعضُ الرجالِ تأنثَتْ
تركوا الرِجولةَ فالنــساءُ ترجّلتْ
غرّتهُم الأمانيّ بزَيفِ وعُودِهـا
فَرحينَ بمتاعِ دُنيا عليهِم أقبَلتْ
الناسُ تلهو وراءَ نزواتُها وكأنهُم
في سباقٍ لجمع المالِ إستعجلَتْ
وترى زنا المحارِمُ تفشّى وانتشر
والستائِرُ عن الحـــياءِ قد أُسدِلتْ
بعضُ الأُناسُ لا تَزودُ عن عِرضِها
ضاعَتْ النخوَةٌ والأخلاقُ تبدّلتْ
الإبنُ يروحُ ويغدو لا مَنْ يسألُهْ
والبنت تخرُجُ والعيارُ قد إنفلتْ
وتجِدُ الأبُ مشــغولٌ بنزواتهِ
وإن سألتَ الأُمَ بألفِ جوابٍ عللّتْ
أينَ الرجولة ونخوة الإنسانِ الذي
فالشعوبٌ بتلكَ الأمراضِ قد إبتَلتْ
وعَمٌّ يَأكلُ حقوقَ أبناءِ أخٍ تيتموا
وتلك الزوجَةُ على صِغارِها ترملتْ
حتّى الصديقُ لم يعدو مخلصاً
فالصداقةُ من شدة الوهنِ تهلهلتْ
والمرتشون يُبرِرونُ لفعلهِمْ أنهُم
إنْ لمْ يفعلوا ستجدُ الأبناءُ تسـولتْ
وشهادةُ زورٍ أضاعَتْ حُقوق الذي
مجنِي عليهِ وللجاني الحقوقَ تحولتْ
وجارٌ أضحى لايصونُ حقوقُ جارٍ لهُ
دبَ الخلافُ بينهما وللمحاكِمْ أوصلت
وترى المتاجرونَ بأرزاقنا يتحكَمونْ
وكأننا لهُمْ أرضُ خِصبةٍ قد بُلِلتْ
لاخوفٌ من عذابِ يومٍ مُنتظر
وكأنّ الرحيلُ عن الدُنيا قد أُجِلتْ
وشيطانٌ رجِيم يُلقِي علينا شباكَهُ
يُزينُ لنا المعاصِي كأنها قد حُلِلَتْ
أيُها الذي قد سلطتُ سيفَكَ نحوَنا
وظننتُ أنك من عقابِ اللهِ ستفتلِتْ
لايغُرّنكَ نعيمٌ وزيفُ حيـــاةٍ فانيَـة
حذاري فإنـها إن حَلتْ لكَ أوحَلّتْ
أنا لا أُعمِمُ فالخيرُ سيبقى بيننـــا
والفضائِلُ رمزِ الصلاحِ وقد عـلتْ
والأكثَرونَ هُمْ ذَوي المبادئِ والقِيمْ
في كلِ شئٍ تجدِ الألسنةِ قد بسمَلتْ
وتاجر أمين يخشى كساد تجارته
مع اللِه تجِدُ التجارةِ قدْ نَمـــــتْ
والمتقونَ الخاشعونَ لربِهم من
فرط البكاء لِحاهُمْ بالدموعِ تبلَلتْ
هي الصلاةُ عقيدةُ ديننا وبِفضلِها
من أدّاها إليهِ الطُمأنينةِ تســللتْ
والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ لِمنْ إتقى
وسلامةِ الصدرِ بها الصعابُ قدْ ذُلِلتْ
من يعملْ صالحاً ويتقي ربُ الورى
يومَ القيامةِ عليهِ غمامةٍ قد ظلّلتْ
بشراهُ نعيمٌ وجناتٌ عَرضُــــها
وملائكةٌ فَرحينَ بلُقياهِ قدْ هللتْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق