÷÷÷÷ رذاذ شوق ÷÷÷÷÷÷
حين تكتب القصيدة بوجع الشوق تستعصي الكلمات وتسكن المفردات ويخرس المعنى ...وحين يستبد بك الوجع فلا تجد من بد غير الابحار في ملكوت الشوق متأبطا أملا يقتات من نبيذ الحب ترياقا وبلسما ليكون هو السبيل لصنع الحضور في زمن الغياب ...وينبري التحدي نابضا مفعما بالاصرار علي تحييد الوجع وعلي استحضار كل المعاني الجميلة لحكاية بلا نهاية ...كتبت بمدامع الأرواح ..ومداد الأرواح باق أبدا لا يموت ولا يرحل ...ولفلسفة الشوق جمال أخاذ رغم ما يحمله من وجع ماحق ..اذ به وحده نشرع الآفاق نحو الآتي بروح الأمل والتماهي مع الممكنات وان كانت حبيسة قمقمها لا تبوح بوجهتها ...
أحيانا وحين يستبد الشوق ويبسط جبروته تستحيل الكلمات صمتا ويترجم الصمت الي كلمات خرساء لا يفقه كنهها أو يحل طلاسمها ورموزها الا من تمرس في فن الصمت الفاعل ...حينها نتعلم كيف نغمغم ولا نتكلم وكيف نتكلم في صمت ...
يحدث ذلك حين يتجلي الشوق سلطانا مهيبا تذعن لسطوته جيوش العتامة وجحافل الصخب ورواحل الليل علي دروب التجلي ..عندها يغتال المعني وتنطق الكلمات بصمتها الجارف المدوي ...ويثور الحضور فيفرغ الغياب من أي معني ..واذا القصيد يتماهي مع واقع أسطوري لا مرئي تدركه البصيرة ويخطئه البصر يحكينا حكاياه بالصمت دون كلام ...يصوغه مداد الأرواح عذبا عبقا معتقا بهيا ...فاذا هي لوحات انسانية ترفل في ثوب الأبهه والجمال صنعت من ألم اللحظة ومن وجع الفراق معاني عظيمة لا تموت ولا تندثر ...معاني تكاد تبعث الحياة من الرحيل ..رنينها رجع لصدي مشاعر وأحاسيس ترفض الغياب وتتمرد علي الوجيعة والهجر ...
حمدي بوبكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق