خلف الأسلاك الشائكة.
خلف الأسلاك الشائكة
نسينا نسمات الحياة
تنادينا كل يوم المقابر
تغفو جفوننا على أصوات المدافع
ألفناها مع صوت البنادق
على ضفاف الموت البطيء
تعيش أطياف أرواحنا .
خلف الأسلاك الشائكة
كل يوم مشرق
يشبه يوما ممطرا كئيبا
نبحث عن أشعة السلام
ننقب عن مرادفات الأمل
لا نفرح عند رؤية قوس قزح
غيوم الدموع تغطي المكان
وتسدل الستار عن بسماتنا .
خلف الأسلاك الشائكة
لا نحتفل بأعياد الميلاد
عمرنا يوم واحد
يدق الموت الأجراس
وتتراقص الأشباح حول موائدنا
على سمفونيات الألم العميق
وكل يوم تنفذ هياكلنا من الجراح
يَتَأرَّخُ عيدا في أركان خيامنا .
خلف الأسلاك الشائكة
لا نعرف معنى المستقبل
ذكريات الماضي تحيينا
يومنا الأول في المدرسة
يوم تعلمنا الركوب على الدراجة
يوم الفرح بالنجاح بمعدلات دراستنا
يوم الاحتفال بالأيام الوطنية المجيدة ...
ذكريات سُجِّلت وتبعثرت في مذكرات أحلامنا .
خلف الأسلاك الشائكة
نظل نترقب من أين سيأتي الحمام
على تلال الجليد بأقدام حافية
نترقب ... ويطول الإنتظار
نعود وننام في جحورنا الباردة
على صراخ رضع أبرياء
لم تجد سوى حليب متحجر في الأثداء
لا دفء قهوة يحضننا
ولا ملمس ناعم يواسينا .
خلف الأسلاك الشائكة
نستحضر أحبائنا بعود على وجه الرماد
نقبلهم ... وتمسح الرياح قبلاتنا
على ضوء نجم يخجل من السطوع على ليالينا .
تنزف أيدينا عندما نلوح بالزهور للمارة
تعوّدنا على لسعات الأشواك
كأنها شرائط الحرير تلفُّ عويل صمتنا .
خلف الأسلاك الشائكة
هذه قصتنا في العراء
ماتت فينا ... وتحيا كل يوم
الصبر تحمل أنين جَلَدنا
وبعث برسائل صراخنا عبر الصدى للأوطان
فارتد إلينا عازفا أشعار الرثاء
لا الحمام نزل عندنا
ولا الزيتون غُرِس في أرضنا
ولا دفء مسح دموعنا
سوى الأسلاك خَجِلَت من نزيف أيدينا .
🌼🌼🌼
بقلمي سهيلة مسة المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق