قصيدة رثاء ولدي الشهيد علي نجم
الذي وافاه الأجل وجاد بنفسه ودمه معتنقاً الأنتحاري القذر الذي كان يروم الدخول إلى مستشفى العلاج الطبيعي بمنطقة القناة ببغداد ليفتك بالابرياء العزل ومهداة لكل الآباء المفجوعين بأبنائهم
(رسائلُ شوق )
يا قاصدًا قبرَ الحبيبِ تمهلا
خُذ مُقلةً ثكلى ودمعاً مُرسلا
أبلغْ حبيباً قدْ توارى في الثرى
أودعتُ قلبًا عندَ قبركَ مبتلى
يا قافلاً خذني إليهِ مُسّلما
دعني أقبّلُ منهُ خدّاً أرملا
إنْ غابَ جسمًا لمْ تغبْ أطيافهُ
مازالَ في قلبي وعيني ماثلا
يا نازفًا منْ دمٍ طُهرٍ لمْ يزلْ
يروي ترابًا كادَ يُمسي موحلا
يا باذلًا للنفسِ قرباناً فَدَى
أرضًا بها نيلُ الشهادةِ محفلا
إنْ عشتَ دهرًا فارتقب يومَ البِلى
أو مِتّ قتلاً إنّ يومَكَ عُجّلا
يا سائراً نحوَ الحبيبِ ترفّقا
دَع خافقي يحنو عليهِ مطوّلا
حزني عليكَ أبا حسينٍ سرمدُ
ما طابَ عيشٌ في غيابكَ أو حلا
لهفي على تلكَ الأماسي إذْ غَدتْ
ذكرى ولولا الموتُ كانت أجملا
يا فاقدَ الأحباب صبرًا إنّما
سلوى المصابِ بها الزمانُ تكفّلا
إرقدْ بقبركَ نَمْ شهيدًا ماجدا
قد حُزتَ مجدًا في الحياةِ مكلّلا
عندَ المليكِ لكَ المقامُ الأرفعُ
في جنّةِ الفردوسِ فجرًا أمثلا
نجم الركابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق