في رثاء ابنة أختنا أستاذة اللغة الاسبانية والأدب الاندلسي جامعة بغداد - كلية اللغات الدكتورة شذى اسماعيل جبوري ( رحمها الله )
إذا ما الشذى قدْ فاحَ في كلِّ روضةٍ
ذكرتُ شذى اسماعيل وانتابَني سهدي
أتى نَعيُها ليلاً فامسى رحيلُها
مُصاباً على أخوالِها هولُهُ ؟ يردي
مُصاباً لشرقٍ قدْ أشادَ بجهدِها
وغربٍ قدْ اغنَتْه بحوثاً بما يجدي
بَكتْها نوادي العلمِ حينَ ترجَّلتْ
عن الدرسِ والتأليفِ عاليةِ المجد
فقيدةُ بغدادَ ومدريدَ أسهمتْ
بزاخرِ أبحاثٍ لأندلسٍ العهد
كنوزاً خَسرْناها صنوفَ معارفٍ
تَتَرجم آدابا صعاباً بلا جهد
رحيلٌ أثارَ الحزنَ في كلِّ معهدٍ
فقد صَعقَتْ قسمَ اللغاتِ على البعدِ
فظل بصمتِ مُطبِقٍ كل طالبٍ
وطالبة من شدة البؤسِ مُمتَدِّ
على أملٍ أنْ يأخذوا حصَّةً لها
وتعطيهمُ من روحِها خير َما تبدي
وطالَ انتظارٌ ثم عادوا ليَسألوا
فقيلَ دعاها اللهُ في جَنةِ الخلد
مُهذَّبةٌ روحاً ووجهاً مُباركاً
تخيَّرها الرحمنُ طاهرةَ الأيدي
فكم أغدقتْ للسائلينَ بِعَطْفِها
على كلِّ محتاجٍ يعاني من الكدِّ
وفي طَبعِها للعاملينَ لقوتِهمْ
وقد واصلوا درساً لنصحهم تسدي
فَمنْطقُها يسدي المَحبَّةَ لفظُهُ
إلى قاصدٍ علماً تفانى على القَصدِ
وقد ودعتها الاعظمية كلها
رجالاً نساءً قد بكوا ساعةَ الفَقْدِ
وأمسكتْ الأغصانُ حزنا بدارِها
بمنْ حولَها يا ناسُ يعشقُها وَرْدِي
تحبُّ كؤوسي قبلَ يومِ فراقِها
عبيراً من الأثوابِ عابقةَ النَّدِّ
دعوني أرشنَّ الندى فوقَ ثوبِها
فكمْ وهبتْ طيباً الىَّ وكم تهدي
تساءَلَ عنها ( أحمدُ) يوم ودَّعتْ
إلى أين أمي تأخذونَ بلاوعد
وسارةُ عافتْ روحَها يومَ دفنِها
أعيدوا حناناً لي إذا غادرتْ مهدي
تغمدها الله الغفور برحمةٍ
وبلَّغها الماحي الشفاعةَ في الوِردِ
ففي صحبةِ الزهراء ترفلُ بالهنا
وتنعمُ ما بينَ الجنانِ وفي سعدِ
د. محفوظ فرج
ملاحظة : في أسفل القصيدة بعض مما خلفته من إرث ثقافي بين كتاب وبحث أكاديمي نشرته في المجلات الاجنبية المرموقة وقد كرمها على ذلك رئيس جامعة بغداد ( رحمها الله )