الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
……………
١٣ـ (وجهة نظر)
من ديوان(معتقل بلا قيود) ج٣
……………
عَجَبي لِمَن ظَنَّ التَدَيُّنَ بِالصّلا
والصّومِ والتَسبيحِ والهِجرانِ
عّجّبي لِمَن ظَنَّ التَحرُّرَ فُسحَةً
للعُريِّ والإفسادِ بِالإنسانِ
يا صاحِ لا تَخلَطْ أموراً أصلَها
أنقى مِن الماِء الزلالِ الهاني
إنَّ التَدَيُّنَ في الأصولِ إدانَةً
مِن رَبِّكَ الوهابِ ذي الإحسانِ
كلُّ امرؤٌ مِنّا مُدانُ لِرَبِّهِ
بالطَوعِ والإقبالِ والعُرفانِ
مِن بَعدِ ما وَهَبَ الرؤوسَ عقولَها
وغَدا ابنُ آدمِ بِالحِجا ُمزدانِ
فَغَدا حَريَّاً أنْ يُقابِلَ رَبَّهُ
بِالخُلقِ والإحسانِ للإنسانِ
أنْ يَسلُكَ الدَربَ القَويمِ وَيَستَقِمْ
يَنأى عنِ الإتيانِ بِالعِصيانِ
إنْ قَد تَسَلني:وَالتَعَبُّدُ أيّنَهُ؟
:إنَّ التَعَبُّدَ واجِبٌ رَبّانِي
هوَ طاقةُ التَشغيلِ زيتُ نُفوِسنا
وَِبدونِهِ يَغدو الأديمُ أناني
مُتَمَرِّداً مُتَكَّبِراً مُتَجَبرِّا ً
لا يّقبّلّ التَرويضِ لِلطُغيانِ
إنَّ التَعَبُّدَ للنفوسِ رياضةٌ
يُحييِّ بِها ما كانَ للرحمنِ
أمَّا العِبادةَ إنَّها مَشروطةٌ
بالعَقلِ تُحييِّ الجانِبَ الإنساني
مِثلَ التراحُمِ والتعاطُفِ والتوادُدِ
والتواصُلِ شيَمةَ الإخوانِ
هوَ في كِتابِ الّلهِ كانَ مُنَزَّلاً
فاقرَأ كتابَ الّلهِ في إمعانِ
هوَ جاءَ دَرساً خالِداً في سورةٍ
بِلِسانِ لقمانٌ عنِ المَنّانِ
فَبِهِ يكونُ الآدَميُّ مُحَرَّراً
جَسَداً وفِكرَاً كامِلَ الإيمانِ
هذا التَحَرّرُ مَنطِقاً وَمَبادِئاً
قَد كانَ مُنطَلِقاً مِن القُرآنِ
ليسَ التَحَرّرُ أنْ تَصيرَ بِمَوضِعٍ
كلُّ العيونِ تَراكَ كالحَيوانِ
أو مِثلَ حَلوى لَم يُلَفَّ غِلافُها
فَغَدَتْ مَلاذَ النَملِ و(الذِبّانِ)
ليسَ التَحرُّرَ أنْ أصيرَ غَنيمةً
والمُغتَنِمْ يَسعى لِهَتكِ كَياني
ليسَ التَحرُّرَ يَعني إفساداً ولا
يَعني فَسادَ الخُلقِ،سُوءَ لِسانِ
صِنْهُ لِسانَكَ لا تَدَعهُ كَمِشرَطٍ
يَزدانُ بالتَجريحِ والهَذَيانِ
حَرِّر ْفؤادَكَ مِن غَرامٍ زائِفٍ
وَاعشَقْ لِمَن قَد جاءَ بالأكوانِ
لِتُحَرِّر َالأفكارَ مِن أوثانِها
تَحريرُ فِكرِكَ للرُقيِّ ضَمانِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق