بلغت أنفاسي التّراقي!
أوقد عشقك في الفؤاد لهبا،
قلبي في قفص الصدر سبحا،
سكن الشّوق تحت سقف الضلوع وما برحا،
عقلي يخفي وعيني تبوح!..
كلماتي تشق فجاج الأرض،
تغزو المدى حتى كاد يفتّتها برد النّدى،
فردّ الجواب رافضا رجع الصّدى!
بالودّ تشفى كل نفس هالكه،
إلا نفسي هلاكها بالشوق والكمدا ،
ها أنا للصّمت أشكو الهوى منتظراً...
أنفاسي مع الرّوح بلغت التّراقي،
... إليك تساق،
فهل من يوم تلاقٍ حتى وإن شهد فراق!
أستغفر من ذنبين في ذنب،
كيف للوجد أن يجرّ العقاب،
ويمسي التقطُّب للعتاب جوابا !
قيل لي: عنيدة وقلبها سفّاح،
ذلّل لها القلب واخفض لها الجناح،
عسى يلوح في غسق الدجى صباحي،
هذياني أسقط مني الكبرياء،
وكل ما بيّ افتضحا !
حلمي ضاقت مسالكه فاستدار،
وظل يعيد دورته متعثرا شاردا.،
فلا حطّ الحلم الرحال مبتسما،
لا أضاء لي أفقا مظلما،
ولا أتت منك الأخبار ممتطيات أملا!...
ما داوى النبيذ قلبا جرح،
وما أسعدته رنّات الأقداح،
ليالي مرايا حزينه،
وكلي احتياج!
فمتى رأت ليالي العشاق فرحا؟
وتظل القوافي لانقاذي سُبلا...
أنت كسبجارة تشتعل وتحترق،
... تقتلني،
عطرك التائه مع النسيم،
يروضني،
يخدرني،
وأنا في عالم من الهذيان والجنون!
أسبح،
أنتشي،
أمتطي الصّبر وحلمي يمتطي وجهة الريح!...
حمادي العرابي // سوسة // تونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق