"دثّر خوفك"
لقد حطَّ الغُرابُ أمامي و حدّقَ
نظرهُ في نظري اتقّدَ و تملّقَ
هممتُ بالهربِ ، أين المخرجَ
طرقٌ خاويةٌ عليها الحصى تدحرجَ
هل أُواجِهُ مصيري و أرضخَ؟
أم أقِفُ كالصّقرِ أمامهُ و أشمخَ؟
ثوانٍ معدوداتٍ في عقلي أُصارِعُ
الآن إمّا نجاتي أو طبولُ هزيمتي تُقرَعُ
همَّ عليَّ بالاقترابِ و خطا
اندفعَ الدّمُ في شراييني و طفا
هل سأُقتلُ اليومَ على يدِ خوفي؟
أم تحتَ أقدامي أُدثّرهُ و يختفي؟
خطوتُ نحوهُ واحدةٌ ثمّ أخرى
طأطأ رأسهُ أمامي و انحنى
هربَتْ من ثغري ابتسامةٌ خائفةٌ
و يدي على عُنقِهِ تسلَّلتْ خِلسةٌ
رفعَ رأسَهُ نحو وجهي واندفعَ ،
قشعريرةٌ سرَتْ في جسدي ، و الخوفُ منه انقشعَ
مددتُ يدي برفقٍ و شكيمةٍ
قفزةٌ واحدةٌ على مِعصمي بإقَامَةٍ
ظهرَتْ كلمحِ البصرِ أمامَ عيني
غابةٌ خضراءُ و نسماتٌ لطيفةٌ تُداعبني
طرقاتٌ مرصوفةٌ بالوردِ تُحييّني
و أفراحٌ عارمةٌ تعتليني
ظلالٌ فوق رأسي من الشمسِ الدافئةِ تقيني
و أنعامٌ وخيراتٌ من فضلِ ربي أمام ناظريّا تُسلّيني
عُدتُ لداخلي أستشِفُّ ما حدثَ
و جدتُه مُزهراً و للسعادةِ و الحمدِ يحثُّني حثّ
ركعتُ خاشعاً على رُكبتيَّ و يداي للسماءِ داعياً
شكراً ياربي شكراً ياربي شكراً ياربي وصِحْتُ عالياً
أدركتُ كيف انسلَّ النورُ لداخلي قبل خارجيّ
و تحولّت الصحراءُ القاحلةُ لخيراتٍ تفيضُ عليّ
عندما سحقتُ الخوفَ باليقينِ
و اتّكلتُ على ربِّ العالمينِ
إنه وهمٌ و ليس للوهمِ وجودُ
تمعّنْ في ما وهبكَ ربُّك المعبودُ
تَجِدُ أن الخوفَ من ذاتِنا مولودُ
بوجودِهِ طعمُ الحياةِ مفقودُ
ما إن يتبدّد وينجلي
صدرُكَ بالسعادةِ يعتلي
تشجّع و اجعل الخوفَ في العدم يُدفن
حتى يشعّ النورُ و في حياتك الفرحُ يُلعن
#اية_فكرت_حاتم
#Aya_Hattem
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق