الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

 قصة قصيرة

 (كل ما تشحن أكتر حتقرمش أكتر)


أنهيت عملي مسرعًا؛ لكي أنتظر الحافلة، فأنا لم أعتد إلا التنقل من خلال الحافلات، في وسط هذا الغلاء الفاحش، والذي يبدو لي كقاطرة تدهس أيَاً ماكان في طريقها، ولا تتوقف أبدًا، بل كلما توغلت أكثر أسرعت أكثر، ودهستنا أكثر وأكثر، فقد كانت الحافلة والتي أنتظرها تأتي بمواعيد،

 فمن المفترض ان تأتي حافلة كل نصف ساعة، ونظرًا للانضباط الشديد وكفاءة المنظومة، وندرة الأعطال، من أجل ذلك كله فقد لا تاتي الحافلة قبل مرور ساعة أوساعتين على الأقل٠


كانت الشمس حارقة في هذا اليوم، ولاتوجد اية مقاعد للانتظار، مثلما نشاهد منذ سنين خلت في العالمين الاول والثاني، المهم وقفت وانا اتصبب عرقا، من شدة حرارة الشمس،

وجاهدت نفسي كثيرا الا اتجه لأن إستقل تاكسي لأنني أحد المصابين بأنيما "الجيوب الحادة" و"الفقر المادي المزمن "من جراء الرواتب والتي تستقل إحد الحافلات المصنعة في العالم الثالث والذي أنا وبكل أسف أنتمي إليه، والأسعار والتي تستقل الصواريخ الأوربية، فهو في هذه الحالة سيقضي علي كل ما تبقى لديَّ من جنهيات، ولازال هناك يومان لكي أصرف راتبي، نظرت في ساعتي لكي أضيع بعض الوقت، في حساب ما سوف يتبقى لي من وقت لكي أستريح فيه لأعاود النزول لعملي الأخر، وكنت أعلم أنها ساعتين وما هي إلا محاولة يائسة من قِبلي، لقتل الوقت وحتى قدوم الحافلة ، وحمدت الله كثيرًا؛ فقد أحسست بقدوم الحافلة من خلال الحركة المفاجئة والسريعة لك من هم حولي، بل ونظرات أعينهم والتي كلها تنظر صوب إتجاه واحد، وهو إتجاه الحافلة، واندفعت مسرعًا نحو الباب، والذي كان قد تجمع حوله عدد كبير من الناس، وانتابتني لحظة من اليأس، بأنني لن أتمكن من الجلوس علي مقعد، ولم أفكر كثيرا فقد إعتدت هذا الأمر، بل وكنت نادرا ما أجلس على مقعد، فلم أنشغل كثيرًا بهذا الأمر٠


حتى إنتبهت على صوت يقول تبرع ولو (بخمسة جنيهات لمستشفى السرطان)، فقد كان أصغر أبنائي، وقد ارسلته أمه، لكي يوقظني٠


فقد حان موعد نزولي إلى عملي الثاني ونظرًا لشدة إرهاقي وما يعانيه إبني في إيقاظي، يبدو أنه قرر الإستعانة بصوت التلفاز، ليساعده في إيقاظي،

وفركت عينيَّ لكي اتمكن من الرؤية، وقد كان إبني قد إطمئن لاستيقاظي، فقرر أن يعطي إهتمامًا اكثر للتلفاز، فاستبدل قناة تلفزيونية بأخرى، 

 فانتبهت أكثر على صوت ناعم يستحثني،


(كل ما تشحن أكتر حتقرمش اكتر)


 وذهبت لكي أغتسل لأنصرف إلى عملي وأنا اتمتم بكلمات غير مفهومة ٠ ٠ ٠


قصة بقلم/

 رشاد على محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين الجدرلن بقلم عمر طه اسماعيل

 بين الجدار وذا الجدار حكاية  وحكاية وخواطر ورواية وتدور من حولي الحروف فأنتقي  بعض التي تجتاح قلبي جمرة وتحط في سطري القوافي كلما  زار الحن...