كهف
ـــــــــ
تكون في كهف الليل مستلقيا لساعات.. تتكىء على الجدران لقضاء الحاجات كتلمس ولاعة الليزر لإحضار كأس من الماء لطفل عطشان يصرخ أو للعثور على دواء يخفض حرارته المرتفعة أو لجلب غطاء إضافيّ لذاك الصغير المرتجف من البرد.. البطارية بالكاد تضيء.. تطول دهوراً الساعات ..تزفر.. تضجر.. تتأفف.. تلعن.. وبعد صبر أيوب فجأة يضيء المكان.. تتوهج المصابيح.. تغادر كهفك.. يذكرك الضوء بالجنة.. تعود لتمارس حياتك الاعتيادية لبعض الوقت.. ترى الأشياء واضحة جلية.. تشعل التلفاز ربما لتتفرج على نصف فيلم.. تهرع لتناول وجبة العشاء المؤجلة على ضوء الكهرباء.. بغتة يصير النهار ليلا ..تريد تناول الملعقة فتأخذ الصحن بيدك تغتنم الفرصة بعدما صار بيدك فتشرب الحساء كاملا أو ربما عثرت به يدك فانكفأ.. تبعد المائدة إلى مكان آمن خوف العثار.. تعود إلى كهفك من جديد ..تضع الغطاء فوقك وتنام بانتظار فسحة ضوئية أخرى تكمل عشاءك المؤجل.. أما الفيلم فقد انتهى فلا أحد يسألني عن نهايته ومن حسن الحظ أن ما تكتبه يمكن حفظه في الروح أو على الأقل حفظ تفاصيله العريضة فتكمله على ضوء النهار الموعود الذي انتظرت شمسه طويلا حتى أشرقت بطلعتها البهية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور 4/1/2021
الأحد، 3 يناير 2021
كهف........ . عبدالله دناور
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
طفلة الشوق
( طفلة الشوق )) ومن النساء أنت طفلة تخطفني إلى عالمها تتقلب ما بين صدري وقلبي ترسم بيديها قبلة فوق جسدي ونار الحب تحرقني تغازلني تعانقني ...
-
نور عيني ------------ ينتابني الذهول والفزع ويتسرب الألم إلى حنايا قلبي ويهوي بي الحزن في أودية التيه كلما زارني شبح غيابك عني فيا ملاكي.....
-
سألت الليل.. ياليلي.. لما الاشواق.. لماذا تطوف الروح.. بغدادا.. تزور الكرخ.. والحارات.. والانفاق.. لماذا.. يهيم القلب.. مجنونا.. ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق