*** الصبح قادم و لو أخطأنا موعده ***
إيّاكمْ أنْ تقولولُوا:
"هذا اللّيلُ باقٍ للأبدْ
لنْ يطلعَ الصّباحْ"
إني أرى في آخرِ النّفقْ
ضَوْءَ سِراجٍ خافِتٍ يكادُ ينْطفِئْ
مِنْ شدّةِ الرّياحْ .
قصيرةٌ حِبالُ الدّجْلِ مهْما طالَ فَتْلُها
زائلةٌ مَهْما بَدَتْ مَخوفَةً هذي الجراحْ
دَمْدَمَةُ الرّعودِ لنْ تكونَ دوْمًا صوْتًا أجْوَفَ
و وَمْضُ البرقِ لن يكون خُلّبَا
و الرّيحُ لنْ تُعاكِسَ مهما عَتَتْ إرادَةَ الملّاحْ.
السّيلُ سوْف يكْسِرُ السّدودْ
و سوف يُغرقُ الجرذانَ في جحورِها
و يغمر الجبالَ و البطاحْ .
و سوف يُعْشِبُ الثرَى من غيرِ أن نجوعْ
أوْ نَعْرَى أوْ ينقصنا الدّواءْ .
و بَدَلَ الأشواكِ سوف تُزهرُ شقائقُ النّعمانِ و الأقاحْ .
و يعزف الأطفالُ سنفونيّةَ الوجودْ
و الحبُّ يمشي في النهار مَرَحًا
بدونِ أنْ يُجَرَّمَ أو ينزعَ الوشاحْ .
إنْ جاءَ هذا اليومُ بعْدَ موتي فَلْتَضَعْ
على ضريحي وردةً حمراءَ
عَلّها تُعْلِمُني بالنّبَإ يا صاحْ .
عمار العربي الزمزمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق