- الجبل البعيد
- الحلقة 11
- أخبر كمال نينا عن وفاة أبيه في سورية...اغرورقت عيناها بالدموع، ثم أخذت بالنحيب والبكاء. وارتدت اللباس الأسود، كانت أمها تقول لها: لا تبكي يا حبيبتي، لا تحزني، لا يحق لنا أن نعترض على مشيئة ربنا، هو الذي يعطي، وهو الذي يأخذ...
- الحزن يخفف من إدرار حليبك، سوريا ابنتك سوف لا يكفيها ادرارك...
- نينا كانت تقول: يا أمي ليس بيدي، أنا أحب عمي كثيرا: لن أنسَ معروفه لي، عندما استقبلني في منزله في النبك، وكان يحضر لي الحليب الساخن كل صباح ويطمئن عليّ...
- عمي قلبه كقلب طفل، طاهر مثل الثلج النقي على قمم الجبال، خسارة لم ير حفيدته سوريا بعد، ولم يحملها، ولم يشوكها بذقنه الخشنة، ويسمع ضحكاتها..
- قالت الأم إنها إرادة ربنا، صلي لعمك حتى يرحمه ربنا ويجعل مثواه الجنة مع الابرار والقديسين
- طلبت أم نينا من أصدقاء أبنتها الحضور لزيارة نينا كل يوم حتى يخففوا من وطأة حزن ابنتها...عديدون من زملاء نينا صاروا يحضرون يومياً لزيارة نينا بناء على الحاح أمها حتى يخففوا عليها حزنها.
- في سوريا، استقبلت أم كمال ابنها بالبكاء الشديد والدموع. كما استقبلت أبو نينا وهي تبكي، وتقول ريته حي لير من جاء لزياته من خلف الجبل البعيد...
- وصرخت يا أبو كمال تعال استقبل أبنك وعمه جاؤوا من البعيد حتى يودعوك، قم اصنع لهم قهوتك اللذيذة...هيا قم لا يليق بك الرقاد، كانت تحكي وتجهش بالبكاء...
- تجمع الناس في بيت المرحوم أبو كمال جاؤوا يستقبلون كمال ويشاركوه احزانه.
- طلب كمال أن يذهب إلى المستشفى ليودع جثة والده الراقدة في الثلاجة، ذهب معه أبو نينا وأيضاً فادي خطيب سعاد.
- خاطب كمال جثة أباه وقال يا أبي كم مرة رجوتك الإقلاع عن التدخين وأنت لا تريد أن تسمع نصيحتي. أتذهب هكذا وأنت لا تزال قوياً دون أن تحمل حفيدتك سوريا... حرام عليك يا أبي، أنت خسرت حياتك، وجعلت الحزن يملأ حياتنا، أمن أجل سيجارة سيطرت عليك، أنت الآن تدفع الضريبة ، وأي ضريبة هذه التي تدفعها؟
- كم قلت لك يا أبي اقلع عن هذه المصيبة، السيجارة سم قاتل، كنت تضحك وتقول السيجارة هي متعتي الباقية لي في هذه الدنيا...هي صديقتي من خمسين عاماً أأتركها؟ محال...
- نسيت يا أبي أمي ، نسيت أبنك، ونسيت نينا ونسيت سوريا حفيدتك التي لم ترها بعد...ويذرف الدموع الحارة وهو يتكلم، وعمه يربت على كتفه محاولاً تهدئة روعه...
- أقفل كمال درج براد الموت، وقال مع السلامة يا أبي، الله يرحمك، كنت رجلاً طيباً...
- بعدها ذهب الجميع إلى كاهن البلدة، وقرورا ساعة الدفن في اليوم التالي، وفادي ذهب للتوصية على الورد، ومراجعة المسئول في المقبرة لفتح قبر العائلة.
- تجمعت الناس بدار المرحوم كمال...كان أخو سعاد يهتم بضيافة القهوة للناس الداخلين إلى الدار لاستقبال كمال وتعزيته...والترحم على ابوه...
- سعاد وامها كانتا تعملان في المطبخ، أم كمال كانت تستقبل نساء القرية اللواتي جئن يعزينها والبكاء كان يملأ البيت، واللباس الأسود الحزين هو اللون الوحيد المنظور.
- كمال وعمه أبو نينا، كانا في صالون الجيران الذين فتحوا لكمال بيتهم لاستقبال الرجال المعزين...
- أبو نينا كان يستغرب اعداد الناس الوافدة من أجل التعزية، وكان يقول عندنا في الدانمارك يقتصر الأمر على بعض الناس الأقرباء منهم.
- في اليوم التالي أحضروا جثمان أبو كمال ليدخل داره ويخرج منها للمرة الأخيرة. وهنا جرى بكاء وعويل وكلمات وداع تجرح القلب. وحمل الشباب النعش إلى الكنيسة. بعد صلاة الجنازة والتعزية في المدفن وقف في ساحة المقبرة المظللة الكاهن بجانب كمال وبجانبه أبو نينا وفادي وبعض الأقرباء يتقبلون التعازي من أهل الضيعة...بينما النساء بقين في المنزل.
- عند مداخل الحارات وقف بعض الشباب يمنعون الجميع من المغادرة قبل أن يأكلوا ما يسمونه لقمة رحمة.
- في نهاية النهار عاد كمال وعمه إلى المنزل، وقبل أمه وخالته وبعض القريبات المتواجدات في البيت، لكن المفاجأة المستغربة كانت سعاد تقبل كمال بقبل ليست ككل القبلات...حتى أبو نينا لاحظ الأمر وقال ابنة خالتك تحبك وتحب المرحوم كثيراً...
- كاتب القصة: عبده داود
- إلى اللقاء في الحلقة 12
- الراغبين قراءة حلقات القصة السابقة تجدونها في "مجموعة رواياتي"
الثلاثاء، 5 يناير 2021
الجبل البعيد....... كاتب القصة: عبده داود
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
طفلة الشوق
( طفلة الشوق )) ومن النساء أنت طفلة تخطفني إلى عالمها تتقلب ما بين صدري وقلبي ترسم بيديها قبلة فوق جسدي ونار الحب تحرقني تغازلني تعانقني ...
-
نور عيني ------------ ينتابني الذهول والفزع ويتسرب الألم إلى حنايا قلبي ويهوي بي الحزن في أودية التيه كلما زارني شبح غيابك عني فيا ملاكي.....
-
سألت الليل.. ياليلي.. لما الاشواق.. لماذا تطوف الروح.. بغدادا.. تزور الكرخ.. والحارات.. والانفاق.. لماذا.. يهيم القلب.. مجنونا.. ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق