الاثنين، 8 مايو 2023

 قصة قصيرة


(( التلميذ والاستاذ الجامعي))


بقلمي الكاتب واعلامي وائل الحسني


 افتقد الأستاذ الجامعي تلميذه العبقري في مرحلة الدكتوراة،

فقرر أن يذهب إلى بيته ليزوره فقد اعتقد أنه مريض، وأنه ليس غير المرض قد منعه عن الحضور إلى الجامعة.. وعندما وصل إلى بيت تلميذه.. وجد أن البيت كله عبارة عن غرفة واحدة متصدعة وأن الطالب فقير جداً بشكل لم يكن يتصوره وبعد أن قدَّم التلميذ كوب الشاي لأستاذ..قال له الأستاذ

- لماذا لم تعد تحضر إلى الجامعة..؟

- فقال له التلميذ.. العلمُ لا يشتري باقة فجل.. !

دُهش الأستاذ من كلام تلميذه وقبل أن يسأله عن سبب قوله هذا.. سارع التلميذ وقال:

- يا أستاذي العزيز لقد شعرتُ بالجوع منذ أسبوع ولم يكن معي إلا فلساً ونصف اشتريتُ رغيفاً بفلس من الفرن،

وتوجهتُ إلى بائع الخضار أريد أن أشتري فجلاً بنصف الفلس المتبقي.. فقال لي: باقة الفجل بفلس.. ! فقلتُ له بامكاني أن أُعلمكَ مسألةً في النحو أو أروي لكَ قصةً في الأدب، مقابل أن تبيعني باقة الفجل بنصف فلس.. ! فقال لي ساخراً: علمكَ لا يشتري الفجل.. !.. فعلمتُ أنه على حق وقررتُ أن أترك الدراسة وأحصل على عمل يمكنني من شراء الخبز والفجل.. !

لم يُعلق الأستاذ على كلام تلميذه.. وإنما أعطاه خاتماً ذهبياً، - - وقال له: بع هذا لي.. ! وتعالَ غداً إلى الجامعة وسنتحدث، وقام وانصرف.. !

وبالفعل في اليوم التالي جاء التلميذ ومعه ثمن الخاتم،

- فقال له الأستاذ هذا سعر ممتاز أين بعتَ الخاتم.. ؟

- فقال له: لقد بعته في سوق الصاغة.

- فقال له الأستاذ. ولِمَ لمْ تبعه لبائع الفجل.. ؟

- فقال له.. بائع الفجل لا يعرف قيمة الذهب.. !

- فقال له الأستاذ.. وكذلك هو لا يعرف قيمة العِلم.. ! المشكلة يا عزيزي ليس أنَّ علمكَ ليس له قيم وإنما قد بذلته لمن لا يُقدِّره يا ابني احيانا لا نلقى لما تفعله.. ليس لأن الذي نفعله لاقيمة له.. بل لاننا نفعله مع من لا يقدره.. اذا قدمة الحب على سبيل المثال ولم تجني الا الشوك فهذا لا يعني ان الحب ليس له قيمة في مجتمعنا هذا.. وانما يعني انك قدمته الى الشخص الخطأ.. واذا صنعت معروفا مع انسان وقابله بالاساءة.. فهذا لا يعني أن المعروف لا يثمر في الناس.. وانما يعني ان بعض الناس فقط ليسوا أهلا للمعروف.

بعدها قام التلميذ وقبل استاذه ووعده ان يكمل دراسته رغم صعاب الحياة وقسوتها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...