كأس مسكوب
نسخة منقحة
أتعبتني شبهات الظنون ؛ ما أقول قولًا ، أو أصنع فعلًا ؛ حتى ترسم لها أبواب مؤصدة ، مفاتيحها بأيديهم ؛ إلى أن صدئت مِن قدمها ؛ فما عادت مقفلة !
أما حاولت الاستعانة بصديق أو زميل في العمل ؟ لربما مجرد وسواس ، وما أكثرها من وساويس هذه الأيام !
حاولت جاهدًا إقناعهم بجوهر ذاتي ولكن طعناتي تأتي منهم ومن توالف معهم ضدي من غير أن يعلموا صدقي ؛ إلى أن أصبحت في شبه عزلة تامة ؛ يتزاورون فيما بينهم و يتبادلون العيد مسبقًا ، يتصفحون اجتماعياتهم علنًا ؛ كأنما حجبت صفحتي عن ناظريها .
لا صديق يتصل ولا زميل يحن إلى أيام ما كنا عليه سابقًا!
إن ارتديت جميل الثوب ، قالوا قد جدد قديمه …. لبست حذاء جديد ، وصفوه رديء الصنعة !
إن رسمت لونًا بهي ، قالوا قاتمًا يكبت النفس
إن أهديتهم ورده نظره ، تهامسوا بينهم ، هل رأيتم زهرة اصطناعية غير عطرة !
إن عزمتهم على طبق طعام فأخر ، استوحشوا المكان وقللوا مِن قيمة المدعوين ؛ بل ذهبوا يدحرجون النكات الحرجة
هذا شخص أكول ؛ عليه قص كرش معدته ، ذاك يده طويلة تطال جميع الأطباق !
يخرجون وأبقى ألوم نفسي لماذا يحدث هذا معي ؟
هل قصرت معهم في شيءٍ ما ؟
حاول إستشارة مختص في سيكولوجية العلاقات التفاعلية ؛ لربما تجد شيئًا مخفيًا قد يكشف عنك هذا البؤس ويعيدك إلى ما كنت عليه قبل أن يسكبوا نصفك الثاني !
اجلس بني ، لا تخف مجرد سؤال وجواب ونكشف علل حضورك اليوم !
فيزيائيًا لا توجد تدخلات حسية تؤثر عَلى سلامة ذهنيتك ، مرسلات صحيحة ، مدخلات ناجحة ، معالجات سريعة ، ذهنية منفتحة ، مخرجات سليمة . منطق تفاعلي .
لا يوجد علاج أحرره إليك ؛ ما عليك سوى زيادة ساعات نومك وقراءة القصص الخيالية بين فترات يقظتك !
ولكن دكتور شرحت لك حالتي !
أعرف بني ؛ هم من يحتاج إلى معاينة سريرية ، وليس أنت
وهذه إفرازات المجتمع المبطن !
ما قصدك بالمجتمع المبطن ؟
مجتمع يظن للوهلة الأولى أن قد خرج من عباءة الجهل والتخلف بلبس أدوات التمدن ، ولكن لا يستطيع استخدامها ؛ ما أن يطبقها حتى تكشف حيلته من سوء تطبيقها ؛ فيحاول يغطيها بالنط من مكان إلى مكان آخر أو يدخل نفسه في حلقة السيرك !
ما زلت تبحث عن إجابات تقتل بها ظنونهم ؟
لماذا لا تحاول زيارة مراقد الأولياء الصالحين والجوامع والأديرة والكنائس ؛ لربما أجواء الطوفان بين أروقتها تشعرك بجو الإيمان ؛ فهذه الأماكن سار فيها الصالحون من قبل وتبعهم من تمسك في إثرهم ومازال الناس تلتمس عمل الخير لوجه الكريم ؛ فمهما تعددت الأديان الهدف واحد إطاعة الخالق الواحد القهار .
بني لا حاجة لقدومك يوميا هنا والجلوس بين المصلين أن الله يحب كل من هو على خلق .
ولكن كيف علمت بطلبي ؟
أسمعك كل صلاة وأنت تردد اللهم ابعد عني كل حاقد وحاسد وكل
شخص لا يحب لي الخير .
علاء العتابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق