الأربعاء، 31 مايو 2023

كأس مسكوب

 كأس مسكوب

 نسخة منقحة


أتعبتني شبهات الظنون ؛ ما أقول قولًا ، أو أصنع فعلًا ؛ حتى ترسم لها أبواب مؤصدة ، مفاتيحها بأيديهم ؛ إلى أن صدئت مِن قدمها ؛ فما عادت مقفلة !


أما حاولت الاستعانة بصديق أو زميل في العمل ؟ لربما مجرد وسواس ، وما أكثرها من وساويس هذه الأيام !


حاولت جاهدًا إقناعهم بجوهر ذاتي ولكن طعناتي تأتي منهم ومن توالف معهم ضدي من غير أن يعلموا صدقي ؛ إلى أن أصبحت في شبه عزلة تامة ؛ يتزاورون فيما بينهم و يتبادلون العيد مسبقًا ، يتصفحون اجتماعياتهم علنًا ؛ كأنما حجبت صفحتي عن ناظريها .

لا صديق يتصل ولا زميل يحن إلى أيام ما كنا عليه سابقًا!


إن ارتديت جميل الثوب ، قالوا قد جدد قديمه …. لبست حذاء جديد ، وصفوه رديء الصنعة !

إن رسمت لونًا بهي ، قالوا قاتمًا يكبت النفس

إن أهديتهم ورده نظره ، تهامسوا بينهم ، هل رأيتم زهرة اصطناعية غير عطرة !

إن عزمتهم على طبق طعام فأخر ، استوحشوا المكان وقللوا مِن قيمة المدعوين ؛ بل ذهبوا يدحرجون النكات الحرجة 

هذا شخص أكول ؛ عليه قص كرش معدته ، ذاك يده طويلة تطال جميع الأطباق ! 

يخرجون وأبقى ألوم نفسي لماذا يحدث هذا معي ؟ 

هل قصرت معهم في شيءٍ ما ؟


حاول إستشارة مختص في سيكولوجية العلاقات التفاعلية ؛ لربما تجد شيئًا مخفيًا قد يكشف عنك هذا البؤس ويعيدك إلى ما كنت عليه قبل أن يسكبوا نصفك الثاني !


اجلس بني ، لا تخف مجرد سؤال وجواب ونكشف علل حضورك اليوم !

فيزيائيًا لا توجد تدخلات حسية تؤثر عَلى سلامة ذهنيتك ، مرسلات صحيحة ، مدخلات ناجحة ، معالجات سريعة ، ذهنية منفتحة ، مخرجات سليمة . منطق تفاعلي .

لا يوجد علاج أحرره إليك ؛ ما عليك سوى زيادة ساعات نومك وقراءة القصص الخيالية بين فترات يقظتك ! 

ولكن دكتور شرحت لك حالتي !

أعرف بني ؛ هم من يحتاج إلى معاينة سريرية ، وليس أنت 

وهذه إفرازات المجتمع المبطن !

ما قصدك بالمجتمع المبطن ؟

مجتمع يظن للوهلة الأولى أن قد خرج من عباءة الجهل والتخلف بلبس أدوات التمدن ، ولكن لا يستطيع استخدامها ؛ ما أن يطبقها حتى تكشف حيلته من سوء تطبيقها ؛ فيحاول يغطيها بالنط من مكان إلى مكان آخر أو يدخل نفسه في حلقة السيرك !


ما زلت تبحث عن إجابات تقتل بها ظنونهم ؟


لماذا لا تحاول زيارة مراقد الأولياء الصالحين والجوامع والأديرة والكنائس ؛ لربما أجواء الطوفان بين أروقتها تشعرك بجو الإيمان ؛ فهذه الأماكن سار فيها الصالحون من قبل وتبعهم من تمسك في إثرهم ومازال الناس تلتمس عمل الخير لوجه الكريم ؛ فمهما تعددت الأديان الهدف واحد إطاعة الخالق الواحد القهار .


بني لا حاجة لقدومك يوميا هنا والجلوس بين المصلين أن الله يحب كل من هو على خلق .

ولكن كيف علمت بطلبي ؟

أسمعك كل صلاة وأنت تردد اللهم ابعد عني كل حاقد وحاسد وكل


شخص لا يحب لي الخير .


علاء العتابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نداء العروبة..... ابو سالم

 نداء العروبة من صراع إلى صراع  ومن نزاع إلى نزاع عونا وصبر جميل  ألم يقارع الأوجاع  يصارعني الأنين عقود يهددني بلوي الذراع  ويسفه بالمكر كل...