زفراتُ محبّ
'
إلام اُكابد نار الجفا ..!
وألقى الصدودَ اما قد كفى ؟!
وأجرع من مرّ هذي الحياةِ
مرير النوى، ونذير الجفا
دموعٌ ولكنَّها لا تجفّ
وسُهْد وما فيه قد ضُعّفا
وقلبٌ تواثب من لوعةٍ
ومن حرّ أشواقه قد هفا (١)
وذكرى ترفرف في خاطري
تردد قول من قد جفا:
ودادك في خافقي خالدٌ
وطيفك عن ناظري ما اختفى
فديتك يا ليتني مرةً
ومهما فديتك لن اُنصِفا
حبيبي إذا ما بدا وجهه
رأيتَ عليه الوفا أحرفا
إذا عاهد المرء اوفى له
وفي وعده قط ما سوَّفا (٢)
يشفّ عن الطهر مثل الزجاج
يشفّ عن الشيء اماّ صفا (٣)
حبيبي واين الهوى يانعاً
وعهدي الذي فيك قد اسلفا ?
تراني فتصدف مستنفرًا
وعهدي بك الدهر لن تصدفا (٤)
عهدت الوفا فيك مستبشراً
ولا زلت اعهد فيك الوفا
فان عبس الليل في بيننا
فهذا النهار اتى منصفا
وان خسف البدر في ليلتي
فشمس ودادك لن تكسفا
اعلل نفسي ببعض المنى
واشرب من ذكره القرقفا (٥)
واوهما انني احتسي
سلاف حبيبي لكي ترشفا
فتأبى، وتنأى ، وما صانعتْ
وتجري دموع الاسى ذُرفا
ألآ أيه القلبُ ما للوجيبِ
وهذا الهزال الذي أشرفا (٦)
وما للنحيب بصمت الدجى
أعينيَّ لأ تهملا كفكفا (٧)
فمن لم يذق في الوداد الجفا
وللهجر في الحب ما استهدفا
واي حبيب أدامَ الوفا
وما زل في الحب او اخلفا
وكم من وفيٍ مضى هاجراً
وكم من حبيبٍ مضى مترفا
١/ ((هفا)) _أسرع
٢/ ((سوَّفا)) _ ماطل ، وعد ولم يفي.
٣/ ((يشف)) _ يُرى ما تحته .
٤/ ((تصدف)) _ تعرض.
٥/ ((القرقف)) _ من اسماء الخمر.
٦/ ((الوجيب)) البكاء ; واشرف اي حل.
٧/ ((كفكفا)) اي كفا .
#زهراء_شاكر_حمادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق