الثلاثاء، 30 مايو 2023

الهروب من الوحدة٠٠٠٠شهد الدروبي

 الهروب من الوحدة


خلف تلك الجدران حيث يتوقف الزمن،و يتخدر حِسدك بالوقت، كل شيء يغرق في السكون،كأنه فراغ كوني يبتلع كل الأصوات.

يكون الإستيقاظ مع أول صدح بلبل لنسمات الصباح الباكر حتى قبل وصول أشعة الشمس لندى العشب، هناك، في ذاك المنزل، فتاة اعتادت مُجالسة نفسِها، تُهدهدُ حتى تنام ويغرق جبين النوم حين تغفو تحتضن وسادتها وتسبل شعرها المنساب دون أصابع ... 

أحاسيسها المكبوتة تستبيحها وهي ترسم الدوائر على ملامحها في ظلمات الغياهيب، تسرح شعر الملل وتنفض غبار نافذتها المغلقة وتغسل ذاك الطبق وتخيط للشمس رداء استحل كل أرجاء غرفتها وتعدالثواني وكل مرة تتوه وتعيد لملمة الأرقام وتسهو باللاشيء .

كل غرف المنزل بها طيف يسكنها لفرد من العائلة،  تذكُرهم! تحلم بهم! تلاطف طيفهم وشعورها يلتهب وهو يدغدغ ذكرياته المستباحة ..! 

كلما مررت بمنزلها يخالجني حزن رهيب، تطوف الأفكار حولي كغمامات سوداء، أهش بعصاها كل الطيوف ، أسهب ناظريَّ على ذاك الباب الحديدي الصدأمن كل حوافه، أرنو إلى حبل الغسيل الممتد بإنسياب و الشمس تصافح ثنايا ثيابها، ويمتلكني الإعجاب بتلك الألوان الدافئة المرصوفة بإتقان تعاند الفرح ويغتال هدوء رائحتها الذكية كل الوحدة والفراغ تحاول اذابة صقيع غربتها وتحلم بفك ضفائرها واستنبات جناحين تحلق بهما وتقبل وجه الشمس علها تتعثر بتلك الأيادي الدافئة ويعم في ثناياها كل الدفء وتلتقي بطيف والدتها الراحلة منذ عام والساكنة في مساماتها والراقدة اليوم ما بين القبور وقد جففت دموع العيون وتبخر ندى تربتها ... 

عندما تعثرت بوحدتي وبذاكرتي التي تبلدت تذكرت تلك الأيام الهاربة من حضن الألفة وأنا أستعير من عيون القدر أحلام اللمات والسهرات الجميلة الحافلة بكل صخبها وأصوات ضحكاتها وشقاوة ساعاتها ويعتريني الأمل . 


بقلمي/شهد الدروبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جارة القلب / عمر طه اسماعيل

 لا تبعدي..  وظلي جارة..  للقلب..  اهواك ٍ..  لا اقدر عيشا دونك..  والبعد عنك..  يامولاتي..  جرم ٌ..  وذنب..   اني ولدت..  من جديد..  ويوم م...