إليك رسولُ الله
إليك رسولُ الله شُدّت رِحالُنا
تتوقُ لكم نفسي وتفديك مهجتي
أردتُ أنا تَقريضُكُم حيث شُرّدَت
حروفي فَقُل لي كيف أبدأ قصيدتي
بِكَ البدءُ أنتَ البدءُ والله مُبدىءٌ
ابتداك فأنتَ السر خلقُ الخليقةِ
وأنت نواةُ الكونِ محور نشوئهِ
بِكَ تجري الأقلامُ حتى التتِمَةِ
ووحدك قبل النشء قد قام اسمُه
وإنك موصوفٌ قُبيل الولادةِ
وأنتَ صفيُ الله أنت حبيبُهُ
ومنهاجهُ الأسمى ختامُ النبوّةِ
أتيتَ بدينِ الله للخلقِ كلِها
فليس سوى الإسلام دينُ البريةِ
وقد جئتنا شرعاً ونَهجاً ونِحلَةً
وسِرتَ بمحمودٍ وحُسنِ السجيةِ
أتيتَ وليلُ الشركِ داجٍ على الورى
عليهم يصبُ الجهلُ كلَ رزيةِ
فتممتَ محمودَ الخصالِ لديهم
وجُزتَ بهم من لُجّةِ الجاهليةِ
وأَرسيتَهم شطَّ الهدايةِ والتُقى
وأَعليتَهم من بعد عصرِ الدنيةِ
جَلوتَ سواداً عن قلوبٍ صديّةٍ
وأذهبتَ عنها الحقدَ رجسَ الحميةِ
وأبدلتَها نوراً وَعَتهُ صدورُها
يُغذيه قرآنٌ غزيرُ التلاوةِ
وفيك تجلّى الأنبياءُ وهديهُم
وإنك آدم رأفةً بالبريةِ
وإنك ادريسٌ ونوحٌ بصيرةً
وأنت لنا والآلُ نعمَ السفينةِ
وهودٌ وصالح والخليلُ بحلمِهِ
وموسى ولكن فُزتَ قرباً لسدرةِ
وعيسى ولكن أنت للروحِ روحُهُ
ولولاكَ ما للروحِ من فاعليةِ
وأنت حبيبُ الله أنت أمينُهُ
وإنك ذو المعراجِ نحو العليّةِ
ولك قِيل سَل .... تُعطَى من الله ذي العُلا
عطاءً بلا حدٍ لتلكَ العطيةِ
وإنك من أم القرى باب سُعدِها
وأشرقتَ بدراً ضَاءَ فوق الثَنيّةِ
أُنيرَت بك الدنيا ونَوّرتَ يَثرباً
ومازال نورُكَ سارياً في المجرةِ
تهيمُ بكم حُبّاً قلوبٌ تَوَلّهَت
وحق لها تَغلوا لكم في المحبةِ
فمن مثلُكم في حبِهِ ذروةُ التقى
فكان اليمانيون في الأوليةِ
تَبِعنَاكَ لا كرهاً كما كان غيرُنا
ولا طاعةً عمياء في المُدلَهِمةِ
ولكن رأينا في سجاياكَ دوحةً
من النور دَلَّتنَا مقامَ النبوةِ
رأينا هُدى القرآن في حسن فعلكم
وكنتم مصاديقاً لذكرٍ وآيةِ
يمانون يَمَمنَا وآمن جميعُنا
فمن غيرنا إيمانُه برسالةِ
ألا يا رسولُ الله إنا لمَعشرٌ
سبقنا الى الإسلام كل الجزيرةِ
ولم نخترط سيفاً إلا لنصركم
غداة قريش أفرطت في العداوةِ
وإنا على الإيمان باقون لم نزل
بكم نحتفي رغم العِدا والشقيةِ
وإنا لنُظهر بهجةً في قدومكم
ويفرحُ فينا كل حيٍ وبلدةِ
أيا لائمي أقصر عن اللوم إنني
لحب رسول الله أظهرت بهجتي
قرنتُ به أمري وحددت موقفي
فمن أجله سلمي وفيه عداوتي
ومنهاجهُ دربي ومنهُ تعاملي
وفي كل أمري فهو مثلي وقدوتي
ألا إن مُر الدهرِ يحلو بحبِهِ
فحب رسول الله كل الحلاوةِ
وفي حبه دينٌ وبرٌ وقُربَةٌ
وفي بُغضِهِ خسرٌ ودربُ الغوايةِ
أَتَمّ عُرى الإسلام مَتنَاً ومَنعَةً
وأوصى لنا أن صونها في البقيّةِ
بقيّةُ طه عروةُ الدين بعدهُ
وليس سواهم ملجأي عند غُربتي
إلهي أَدِم ما حُطتَ علماً على المدى
صلاةً بلا حدٍ لها بعد كثرةِ
على خير خلق الله أحمد شفيعنا
وأفضل من طَهّرتَ من خير عِترةِ
..............
#كلمات_الشاعر_طه_الظاهري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق