سهرة على هامش درب التبانة
***********************
بينما الأرضُ في جلستها الفيزيائيَّة.
قرأْتُ جمراً جميلاً.
كانَ الحديثُ يدورُ بينَ معدنين.
للأوَّلِ شكلُ وحيد القرن.
للثاني شكلُ تمساح.
فهمْتُ من حوارهما
كيفَ سيعيدُ الكونُ.
صياغةَ الجغرافيا.
انتابتني قشعريرةٌ
خضَّتْ أوصالَ الروحِ.
وَخدَّرتْ أطرافُ الحروفِ
على مساحةِ اللهفةِ.
******
بدأتْ اللغةُ ترتيبي.
ممّا جعلني أشمُّ كلَّ الهواءِ العابرِ.
هلْ سَيمتلئُ قلبي بالحياةِ.
وأرسمُ الوردةَ القادمة.؟!
هل سأزرعُها علىٰ ضِفَّةِ الحنينِ.
وأَسْتَنْشقُ رائحةَ الولادةِ الأولى .؟!
ربما.. فهناك..
خلفَ الخيالِ.
نبعٌ من الخمرةِ الحلالِ..
وروحان يتبادلان الهوىٰ..
بعيداً عن النوىٰ، وما طوىٰ.
وعن الزمان، وما روىٰ..
وما على الأصيلِ إلّا أنْ
يضغطَ علىٰ آخرِ النَّهارِ.
******
العتمةُ تتفقَّدُ حواسها.
الأوراقُ تحاولُ الحفاظَ علىٰ عذريَّتِها.
كلَّما شعرَتْ بدنوِّ اللحظةِ التي قد تحوِّلها إلىٰ سوادٍ.
تحرِّكُني الأسئلةُ العنكبوتيَّةُ..
ماذا لوْ بدأتْ الغيومُ بالتَّحَجُّرِ.؟
وأخذتْ ْالأرضُ؛ شكل الخرطوم؟!
ما الذي يمنعُني من الصراخِ.
في عينِ العاصفةِ الصخريَّةِ؟!
طوابيرُ طويلةٌ منَ الطرقاتِ الإسفلتية.
أمامَ حافلةٍ فرَّ سائقها..
أزقّةٌ متعرِّجةٌ ترتدي الغيابَ.
لتتعلَّمَ السفرَ علىٰ متنِ حلمٍ وَرَقي.
قالَ أحدهم..
مِنَ الوفاءِ، وردِّ الجميلِ.
أنْ نزورَ متحف اللوفر.
لنتفرّج علىٰ تماثيلِ أنهارِنا.
******
القلمُ يتهيّبُ أمامَ الورقةِ.
الورقةُ أمامَ مرآتها، تأخذُ زينتَها.
الليلُ مهرجانٌ معبَّدٌ بالصَّمتِ المريب.
الحروفُ فراشاتٌ حالمةٌ بالاستقرارِ.
مِنَ الصعبِ أنْ تؤَلِّفَ جملةً مفيدةً.
كأنْ تقولَ مثلاً : كلُّ شيئٍ على مايرام.
أوْ أنْ تسألَ الطّرقاتِ، ما الذي يزعجها.
سوفَ أصرخُ بملءِ صمتي.
وأضعُ إصبعي على فمِ العقربِ
كي يتوقَّفَ عن التهامِ العمرِ.
أفتِّشُ الآن عن كتابٍ اشتريته بليرةٍ واحدة.
بعنوان(كيف تكتب رسالة إلى حبيبتك)
لأنسخَ رسالةً حارَّةً إلى حبيبتي.
وأضعها في مغلف صغير.
ألصق عليه طابعاً بريدياً بعشرة قروش.
لأضعَهُ غداً في صندوق البريد.!!
*****
*عدنان يحيى الحلقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق