محطات الأسى
الى الراحل حسين مردان
سرّ بأنفاس السطور بريده
يسافر حيثما ألقا يريده
يترجم فنه أبداع حرف
يسطّر سرّه حرف الجريده
كرحّال على جرف المنافي
يلاوي غضبة البحر العنيده
وسرّ البحر يسكن في رؤاه
ومن لألائه يسقي وريده
تزمجر بالحشا آيات شعر
على اوراقه تسري وئيده
كما الصمّاء يرفل عنفوانا
تحطّم صّمته، فأس بليده
لتشرب روحه أفواج رمل
على عطش الأسى يتلو نشيده
تراه في ضفاف الملح يزهو
يترجم صبره درسا يعيده
فيهرب من زوايا الموت سرّا
تداعب عنفه نفس رشيده
تردّده السجون، لحون جمر
تشدّ مسيره الأفق البعيده
يسافر للمدى أرتال حزن
يعاقر رمله بالهجر بِيــدَه
ويزحف في جدار الصبر قيد
على جمر الغضى يغلي حديده
ليثمر صبحه مرّ المآسي
يلملم من سنا ليل جديده
ألا يا أيها الآلق المشظى
يقارع في رصيف الموت عيده
يصارع كأس خمرته صديّا
ليصعق رأسه همّا يزيده
شريدا حيثما ارتجل المنافي
على أبواب عينيه الشريده
فيشبع من جراح الصبر جوعا
ليقتل جوعه خبزا يصيده
يحاور في عناد كبرياه
فيهزء من بلاياه العديده
يسابق في كهوف العهر مهرا
على مضمار شهوته الفريده
يرتّل في تمرده انتهاكا
وفي محراب جعبته العتيده
تأرجح في حبال الموت لحنا
يرتّل نزفه عري القصيده
يراوده التشرّد والمنافي
وتسحق روحه البلوى الشديده
فلم يأبه ألى أيّ تناهى
لجرف القهر أم جرف سعيده
فكان الموت يقبع بانتظاره
محطات الآسى أمست وريده
ليرحل صامتا دون انتصار
على حرب الأسى روحا وحيده
***حسين مردان (1927-1972) كاتب وشاعر عراقي. ناقد وأديب، لُقب بـ«ملك الصعاليك» للقرن العشرين. اشتهر بقصائد النثر والشعر الحر، خاصة مدونة ”قصائد عارية“ التي سببت ضجة بين الصحف والجهات الحكومية ما أسفر عن اعتقاله ، وكتب أيضاً لبعض المجلات العربية والعراقية من بينها مجلة شعر وألف باء، وتناول مواضيع كثيرة ومختلفة، كان متشرداً يعاقر الخمرة بافراط ويفترش ارصفة بغداد وحدائقها العامة بسبب الفاقة والعوز المادي ، رحمه الله تعالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق