الدار
و زُرْتُكِ يا أراضي السهْدِ يوماً
و عوْدتي فيك فرض و انكسارُ
و من هَجَرَ أراضيه يعود
سنينا فيها يُرْجِعْه القرارُ
لأرْشِفكِ من الجدران و هما
و أسْقي نفسي من وجدٍ و نارُ
يناديني الحنين بكف خلٍ
لأُرْجِعَهُ فيأباه المدارُ
لأجلِس باسطًا وهما كبيرا
فيسألني يبعْثرني دثارُ
و يرميني كما نرد الحجار
جُزافا منه ربحُ او خسارُ
فيبتسم لأكتاف تعرت
و غاب عن مواكبها الكبارُ
و هالت أعيُني صارت سوادا
تلاشت ضحكتي سكن الدمار
و تسبح روحه وسط خيالي
أُُحايل حُزْنَهُ كي لا يضار
تغادرنا نفوس كالنسيم
و إن هبت ستجعلنا قفار
لتحملنا إلى كل الأراضي
معاتبة و تُهدينا انهيار
و هذا اللوم إن كان فظلم
شُعاعُه نورهم و البعد آرُ
و روح البيت إن تسأل تجيب
أناسي كلهم بالقلب صاروا
نسينا الامس من يوم قريب
و فيكم وجدنا صار غبار
ليندثر لذرات صغيرة
ألملمها فيُتْعِبني الوجارُ
فتنطلق مع الريح تهب
و تُطلِقَ فيَّا صوتها كالخُوار
و تُجْزُم أنها كالبيت فيا
فليس البيت مبناه الجدار
تُصاحِبُنا وجوه من وجودٍ
نُكلِمها و إن طال النهار
و بالليل تسامرنا قليلا
لتتعب منا تتركنا شعار
فأدع الله أن أنساها خلا
و إن كانت هويتي و الوقارُ
عبدلي فتيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق