(( كم يواعِدُني ))
يواعِدُني مع النجماتِ الغافيات
يشطرُ قلبي نصفين
نصفٌ يصدِّقهُ وآخر يتأملهُ
وعقاربُ الساعةِ من غيظِها تفور
هاقد أفَلَتْ منازلُ السنا
وعند ناصيةِ فجري
يجتاحني غضبٌ كالإعصار
ألعنُ حروفي ومحبرتي
وأدورُ كساقيةِ الحقولِ
بدلاءٍ فارغةٍ لاتُرجى
ثمّ أتناسى ماكانَ منه
كأنّه تعويذةٌ لاتبارحني
وأعودُ كطفلةٍ يُدغدغُها الحنان .
ثمّ يواعِدُني في ثوبِ النهار
تلمعُ عيناي شوقاً
تزاحمني كلمات بلونِ الياسمين
نبضاتٌ حرّى تكادُ تُغشيني
وكأنّ أرضي انتابها الدوران
تشعلني بناتُ أفكاري
تبعثُ عتاباً أن غادري
فميعادُكِ لن يكتملَ
وإن بلغَ الأربعين .
أراهُ يكتبُ القصيدَ بماءِ الزعفران
ويتمتمُ بكلماتِ
تخترقُ بيادرَ قلبي
أتنفّسُ عشقاً من جنونِ العمر
وأصنعُ سفينةَ نجاةِ لموطني الجديد
تأخذني لموروقاتِ الهضاب
ومن ماءِ الجداولِ أغسلُ رمدي
ثمّ وثمّ يفاجئني كعادتهِ
فيبرحني وجعاً بسياطِ الخذلان
أهكذا يا سعد تُورَدُ الإبلُ ؟
تخطُّ بيمينكَ فتنساه شمالك .
أيقنتْ بلقيسُ أنٌ ماحسبتُه لُجَّةً
هو صرحٌ مُمَرَّدٌ من قوارير
وأسلمتْ لربِّ سليمان .
أما أنتَ فبماذا أصدِّقُكَ ؟
كمْ تواعِدُني فتهلكني .
أتفرحُ بجنّتكَ الخاويةِ على عروشِها ؟
كيفَ لربيعٍ مؤجلٍ أن يجدِّدَ أوراقي .
ياغرّة الكبرياءِ كفاكِ تولّهاً
ضَرعُ الأشواقِ قد يَبِسَ
فأنّى للسحبِ أن تمطرَ بِشارةَ لقياكَ !!
بدرُ الدُّجى يرفلُ بأنجمهِ
يتماهى في كواكبِ ليله .
فحسبكَ ياواعدا معتذرا لظى
تصبّها في أوردتي .
أجنحةُ الشمعِ أذابتها عيونُ الشمس
امضِ بعيداً فلن أدنو لحِماكَ .
بقلمي / سناء شمه
العراق....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق