*** حاسدا من النوى ***
و الله ما ردّ طرفي و ما هوى
و من صدّك كل نعيم اِنتفى
و ما جدّ نبض للفؤاد و ما سلا
من نار هجرها قد ولّى و اِرتوى
أنا الذي نذرت للعشّاق شرائعا
و أسرفت لهم العمر و ما حوى
سبقت بالوصل و الحب مبايعا
لعلّي في جمعهم بعض الحمى
بتّ على جرح قلبي مناجيا
عليلا يدثرني في البعد الرّدى
أهيم بالشوق صبّا مداريا
يفضحني الدّمع لو منّي همى
و أنا الذي كنت طبيبا مداويا
صرت أعلّل جرحي و ما برى
بنيت لها منزلا فمنزلا فمنازلا
و أرقاها ما أدركته في النوى
و في العينين لها ما بغت أمانيا
فهي فيهما لب اللب و نواة النوى
و بسطت لها الرموش جواريا
يعزفن لها الروح فداء الهوى
اعتكفت بالمحراب باكيا ، شاكيا
الهي أدرى بأوصالي و ما جرى
و أذعنت للذكرى جوارحي كلّها
لعل طيفها يزورني في الكرى
لله درّ من بات حبيبه حاضنا
تملّك نعائم الدنيا و الأخرى
و من كان له بالوصل مجاريا
أصبحت له حاسدا من النّوى
~ طاهر الذوادي ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق