عند الميناء
عند الميناء يختبئ وِجْدٌ كبير
و هو واثب بين الرياح و الأثير
مترصدٌ بالحزن يصطاد الجميع
فراحل من جاء يمشي أو يسير
وأنا هناك بالسواد عشقته
و روحي تسبح فقليل او كثير
عند الميناء انتظرت و انتظرت
بين الوجوه قد بحثت لأستنير
حدس القلوب غامض هو أسير
و القلب يسمع في وجوده إذ يعير
وتمر فيه ذي الدقائق كالعصور
من عصر روما حتى عصر الاباطير
ليمشي وحده عاكسا سير الزمن
فمدبر أو مقبل أو مستدير
و تدفق السيل من الباب الكبير
لأجفل أنا شاخصة بلا نصير
تتقطع الانفاس من قلبي الصغير
و أبحث بين الوجوه عن البشير
و يمر موج يدعس كل الامل
فيُطِّيَّر أطيار نفسي للهجير
لأفقد الأمل الذي فيا يعيش
و هناك ظل قادم له أسير
فيجلي ريبا في ضلوعي أو يُغير
هذا الغروب مرسى مينائي السرير
تتمدد فيه حياتي شاخصة
و المجرى منه مُغَيَّرٌ كي يستطير
و أجرُ خلفي خيبتي و شجاعتي
كسقطة قد أفسدت أجر الأجير
راح الضجيج لا أسمعه و لا أرى
و خفق قلبي ناخر صدري الضرير
كل قواي تخونني وسط الطريق
و الناس كُثْر ،كم هو يوم عسير
و طريق عودتي ضائع اين المعالم
أين القطار يُعيدني للزمهرير
و أستدير مودعة باب الميناء
و يشيح عني و الخجل فيه كبير
فألملم شظايا مني ساقطة
و أخبىء كل أنين يستجير
و أروح أختفي بين حيطان الأفق
بين الزحام في قطاري إذ يسير
عبدلي فتيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق