صَرْعةُ عاشق
ما الفتى فاعلٌ هناكَ إذا ما
ضاعَ منهُ صدى الهوى في الطريقِ ؟!
خالفَ العُرفَ سائداً وتباهى
من طرازٍ - كما أراهُ - عريقِ
وسألتُ الكؤوسَ إنْ كنَّ حقّاً
قد شربْنَ الظما من الإبريقِ !
وفتىً نامَ أسيويَّ الهوى ثمَّ ...
صحا بعدَ حلْمِه إفريقي !
لستُ أدري وربَّما كنتُ أدري
غيرَ أنّي مُشوَّشٌ يا صديقي
اِرتأى الصبُّ ضربَ نجمينِ والبدرَ ..
معاً بالحجارِ والمنجنيقِ
قد سَبتْ لُبَّهُ ولمْ تُبقِّ شيئاً
فتناهى منِ ٱتساعٍ لضيقِ
كيفَ يرقى من الغرامِ بشعرٍ
ساحرِ الحرفِ سُندسيٍّ رقيقِ ؟!
ويُريها بأنّهُ ضلعُ نارٍ
أخضرُ اللونِ دائمُ التوريقِ
أبيضُ القلبِ ناصِعُ الثلجِ طُهراً
لم يطأْ دربَهُ سوى البطريقِ
ونجومُ السما رؤوسُ بنانٍ
عُدْنَ بعدَ المساءِ للتعليقِ
وصبا جوقةٍ من الطيرِ ما كفّتْ ..
بريشِ المنى عنِ التحليقِ
ودخانٌ تأزَّرَ الأُفْقَ صيفاً
بشّرَ البردَ قادماً بالحريقِ
ليؤاخي المياهَ والنارَ دوماً
في خيالِ السنى بلا تفريقِ
فبدا الحبَّ من زمانٍ بعيدٍ
من حكايا أُسطورةِ الإغريقِ
حارَ في العيدِ ما سيهدي بقلبٍ
مرَّ فيهِ الشذى بجرحٍ دقيقِ
خلعَ المرءُ ضِرسَهُ وبراهُ
بيتَ شِعرٍ مُلَمّعٍ كالعقيقِ
رصَّعَ الخاتمَ الجديدَ بفَصٍِّ
حيثُ أهداهُ للحبيبِ الرفيقِ
هذهِ خُزعةٌ من العقلِ برهاناً
وكُفّي * نُهى عنِ التّحديقِ
وأنا هكذا صريحاً بلا لفٍّ ..
ولا سلْبةٍ ولا تلفيقِ
طالما روَّتِ الغيومُ ضلوعي
فيكِ عشقاً وشعْشعتْ ببريقي
ونهبتُ الظلالَ من نخلِها الشمسيِّ
قصداً لكي ترَيْ تعذيقي
وقطفتُ العطورُ من ثغرِ وردً
نتساقى الصباحَ ريقاً بريقِ
هذهِ همسةُ الشِراعِ لصارٍ
من تساريبِ مُبْحِرٍ لغريقِ
ليسَ *فان كوخ مع ٱحترامي لهُ ..
أفضلَ مني سنابلاً بدقيقي
ضِحكتْ بعدُ صرّحتْ : كلُّ ما أخشاهُ ..
أُهدى عِقدينِ للتوثيقِ !!
محمد علي الشعار
١٦-٤-٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق