سورية
لسوريا
جروح و جروح
لا تريد أن
تنتهي
الحجر بكى و الدروب كلها
أحترقت و ضاعت مع
العناوين
و البحر مد بذراع جرحه للشطآن
البعيدة ل يجلس بغربته
وحيداً
فغابت الشمس من برودتها خلف
الغروب و الرحيل
و تشردت دموعنا بروائح التراب بلون
الدماء في شوارعنا
الحزينة
فنام الليل حزينٌ
عند إنهدمت جدران الرحمة و
التاريخ من الأخلاق
الأرض مدت بثوبها أمام سيوف
الغرباء لتطعن غدرا
الغربان
فهاجرت معظم الطيور خوفاً
من أسراب الجراد المشتاحة
القاتلة
فهاجمت أسراب الغراب مع قطيع
الذئاب و الضباع
تنهش بلحم وطني
الجريح
فغابت العقول و سقطت بثملها
سهوة بسكرتها
الطويلة
في أعماق الأحقاد و الكره
و تخدرت الضمائر
فجلست القلوب البريئة تبكي
على السقوط و الإنكسار و
الهزيمة
لقد أحرقوا كل شيء
دمروا كل شيء و
هدموا كل شيء
و شوهوا كل شيء
الأخلاق
و القيم
و الدين
و مزقوا ملامح الإنسانية
ونادو للشياطين لتمرح في أرضنا
الطاهرة
الأكتاف بقيت تحمل النعوش بمهد
الرحيل بحرقة
الأنظار
و القبور أزدحمت بكثرة
الضيوف
بالزوار القتلى
فصرخت السماء حجراً و أهطلت
جمراً و نار
و الشتاء فرشت للصغار و لنساء
بردها في الطين و الماء
بتشرد البيوت في غبار
الريح
لتلهو التعب و القهر بيومهم
الذليل
متى كانت الضمائر مستبدة و
عوراء في بلدنا
متى كانت أرض الياسمين منبع
الدماء و القتل
متى كنا نحن غرباء عن
بعضنا
و متى كنا نحقد على
بعضنا
في الأمس كنا نلعب مع عصافير
أحلامنا و كنا نجلس
معاً حتى الفجر
البارحة كنا إخوة
البارحة كانت كنا نزرع
السنابل
و اليوم نحن أعداء
بإحتراق موسم
الحصاد
البارحة كنا ننام تحت جناح
الحمام
كنا نسبح في البحر و نشوي
اللحم و نشرب الشاي
الأخضر
و كنا نرقص
معاً حتى ساعات. متأخرة
من الليل
الشمس شاهدة مع القمر
و على حكايتنا
النجوم ستحكي قصتنا
للأمواج الراحلة
من أين جاء كل هذا الرصاص
و القنابل
من جأت الأثواب و الرايات
السود وكل هذا
القتل
و رايات الحق كانت طول عمرها
بيضاء
لما قتلت حمامة السلام
في بلدي
و لما أغرقت القلوب بجرحها
في الأمس القريب
لما هاجرتنا الأفراح و
الأعياد بضحكتها
كنا نلعب مع الفراشات و نرقص
مع نسائم الزهور
البارحة
اليوم نحن بتنا أموات من بقايا
الأمس مهجرونو
مشردون
فليس لنا سوى الرجوع بذاكرتنا
للوراء كي نرتاح قليلاً
لنظر إلى صور
البارحة العتيقة
نحنُ للأمس الهادئ
نَحنُ
للسهر مع بعضنا بجمعة
الأهل
لما تبدل الجميل بالسوء
و لما
ولماذا
فلم يبقى بسوريتي سوى صور
الذكريات القديمة نتوانس
معها بذاكرتنا
لتحرقنا ألماً و حزناً بوداع
الكفن
و العالم المتآمر يحتفل برائحة
الموت
بذلنا
و عذابنا
و قهرنا
و ذلنا
و تتاجر بمصيبتنا
ببحر دموعنا
برأس السنة الميلادية
العاهرة
و ترقص محتفلة أمام مرآة
البكاء بتحطم قلوبنا
فيا حبيبتي
سورية
متى نتعافى من جرحنا
أنا و أنتِ
متى نتحرر من لعنة
البشر الحاقدين
متى نزرع في دمنا زهرة
الياسمين
متى سألقي بقصيدتي الوطنية
فوق قلعة مدينتي
الشهباء
لقد أشتقت لرائحة ترابكِ
أشتقت لحضنكِ
أشتقت لدفئ شمسكِ
لمائكِ ليومكِ لعيدكِ
فصورتكِ محفورٌ بذاكرتي
الأبدية
كما أشتقت لرحمة الأمس
لذكرى طفولتي
لكي نتعانق أنا و أنتِ من
جديد و نلتقي
الغربة أهلكتنا بمر أيامها و
الألم بجرحنا أسقطتنا
أرضاً
لقد تعبنا من التعب يا
وطني
متى الفرج و الرحمة يدق باب
سوريتي
لتحيا القاسيون شامخة كما
كانت دون
غرباء
لتخلع الأرض غبار
ثوبها الدخيل
فمتى تنتهي أصوات
الرصاص من جسد
بلدي
و متى تزهو الياسمين بعطرها
فوق وجه صباحنا
الجميل
و متى ترحل أسراب الغراب
عنا
و نيران الغرباء بسيوفها الملطخة
بدمائنا متى ترحل من
أجسادنا المتعبة
فقد طالت الليالي السوداء
بيومنا المر
فالطريق إلى الرحمة
هو راجحة العقول و حكمة
الرجال الشجعان
التسامح
المحبة
الإخوة
التقبل للآخر و طرد أحقاد الشيطان
من القلوب
فيا ربي أنت القادر بطهر
القلوب
فيا ربي أنت الشافي لكل
مرض و سوء
فيا ربي أنت الجبار القهار لتكسر
الظالمين و تثأر
لنا
أنت الوعد الصادق و أنت الأمل
الوحيد لنا
يا أرحم الراحمين إرحمنا من شر
بعضنا لبعض
إرحمنا من الحاقدين
من شر الشياطين
و حببنا ببعضنا البعض و نجنا من
ظلامات الأيام و الليالي
و طهر قلوبنا بالمحبة
و بالإيمان و بالتسامح و الإخوة
و أرشدنا إلى درب الصواب و التوبة
لدربك يا الله
فأنت شاهدٌ بما نحن عنه
غافلون
و ما نحن فاعلون
الفرج ثم الفرج ثم الفرج
يا الله
فسامحنا و أغفر لنا بما نحن
مذنبون و مخدرون
بالجهل
بالأمس كنا ننام في هدوء
الأحلام
أما اليوم فأصبحنا ننام بألم
جراحنا متعبين و
غرباء
سوريا الحبيبة حماك
الله
مصطفى محمد كبار
حلب ....... سوريا 27/12/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق