بناءً على طلب أحد الأصدقاء أعيد نشر هذا المنشور بعد ثلاثة أعوام
في الأسبوع الماضي غاب الهرُّ عن البيت مدَّة خمسة أيام
الأمر الذي لم يحدث مسبقاّ منذ وُلِدَ قبل عامين ونصف في حديقة منزلنا
كدنا نفقد الأمل من عودته وأيقنَّا أنه لا بد أن يكون قد مات وحمدنا الله أنه مات بعيداً عنَّا حيث لم تره أعيننا
قبل أمسٍ الثلاثاء عاد الهرُّ الأليف مع الصباح إلى بيتنا وكانت الفرحة برجوعه عارمةً وخاصةً من ابنتي الوحيدة التي تطعمه وترعاه وتلاعبه
ولكنه لم يكن كعادته قبل غيابه لقد بدا ذاهلاً وفي موائه حزنٌ كبير وكانت نظرته الذابلة توحي بشيءٍ لم نفهمه
وقد صار ودوداً بشكلٍ لم نعهده منه فهو يتنقَّل فيما بيننا واحداً واحداً ويتكئُ على أقدامنا وأيادينا ولا يرفع نظره عنَّا كأنه لم يعد يريد تركنا
نام ليلتها بيننا وفي حوالي الواحدة ليلاً استيقظتُ على صوت النافذة وهو يفتحها ليخرج من البيت
لم أره لكنني علمتُ أنه غادر البيت
استيقظنا مع الفجر للذهاب الى الصلاة في المسجد ولما فتحنا باب البيت الخارجي لفت نظرنا هرُّ مسجىً على قارعة الطريق وقد مات
لقد كان هرَّنا الذي جاء بالأمس ليودعنا بنظراته الذابلة ثم ليغادرنا إلى الأبد
وجدت الدموع تنهال من عينيَّ سخيَّةً وفيَّةً لهرٍّ أليف ذكيٍّ عاش بيننا شاركنا أحزان غربتنا وتركنا غرباءَ بعده
ولا تزال الدموع في عينيَّ تبكيه حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها قصة موته التي عنونتها ( خرج ولم يعد ثم عاد ليموت )
سامر الشيخ طه
ا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق