أقول...أمان الإيمان.......................................
الأمان..كلمه ،ولكن فيها الكثير ،والكثير مما لا نعييه..بل ومما لا نكاد نلتفت إليه..ولن نقدر حتى على أن نستوعب كل ما فى هذه الكلمه..اللهم إلا بالضد..فبالضد كما قيل ،تعرف الأشياء..فلا يعرف قيمة الطعام إلا بالجوع..ولا يعرف قدر الماء سوى بالعطش..وهكذا فى كل شىء..فى الحر،الذى تتركه وتذهب إلى المراوح ،والتكييف، والمرطبات ،والإستحمام بالماء البارد..وفى البرد،عندما ترجع إلى بيتك، وتدخل فى طيات البطاطين الثقيله،بعدما تغلق عليك المنزل جيدا.ووووو..فى كل شىء..كل هذا لا شىء فيه،ولا ضرر من وراءه..فمن حقك أن تعيش حياة هنيئه ..حياة تحافظ فيها على نفسك..لكن ترى هل فكر أحدنا فيمن حرم من هذا كله..هل خطر ببال أحد منا خاطر يقول ،بأنه ربما،أقول ربما يوجد فى هذه الدنيا من لا يمتلك ما لديه..للأسف لم نفكر..ولم يخطر ذلك فى بالنا..حتى ونحن نرى هذا رؤى العين،دون أن نجتهد بعقولنا فى فكره، أو خاطر..أو حتى فى أنه ربما يكون إحتمالا وارد حدوثه..كيف يحدث هذا..للأسف أيضا أن ذلك قد حدث منا..لما ،لأننا إجتهدنا بأفكارنا، وخواطرنا، وإحتمالاتنا ،لكن فى الشك..نعم الشك فى وجود ذلك فى الدنيا..وكأن الدنيا ليس فيها سوى الأغنياء فقط ،ولا وجود فيها لشىء يسمى الفقر..وبالتالى لا يوجد فقراء أبدا..وهؤلاء الذين يحاولون معنا لكى نراهم فى فقرهم، ما هم سوى محتالين ..محتالين ،يحتالون لجلب المزيد والمزيد، ليزداد بالذى يجلبونه هذا ما لديهم من مال ووو..ما هى الحجه فى ذلك..الحجه هى عقولنا ..نعم عقولنا، والتى أنتجت مثل هذه الأفكار ،والخواطر، والإحتمالات ،ولم تنتج غيرها..كذلك الأمان،والذى ضده الخوف..الخوف من كل شىء وأى شىء..ومن كل أحد..إلا الواحد الأحد..لما لأنه لا أمان..وكم ممن إحتمى بماله وجعل منه أمانا،فكان وبالا عليه..وذلك عندما إجتمع حوله من كان إجتماعه فقط لأجل فرصه يأخذ فيها ماله منه...وكم ممن إختار غير هذا أمانا له..وذهب عنه أمانه،ليتضح له أخيرا بأنه لم يكن أمانا له أبدا..فما هو الأمان إذن..هذا هو السؤال الذى وددتنا جميعا نحاول إجابته..وإن كانت الإجابه موجوده ..وهى الإيمان..والإيمان يشمل كل أنواع الإيمان..الإيمان بالله..والإيمان بالنبى صلى الله عليه وسلم..الإيمان بالغيب..إلى أخره..وليس الإيمان أن نقول فقط بأننا مؤمنين،ونقنع بذلك من إيماننا..ولا أن نقف عند تسمية أنفسنا بما تتطلبه شعب الإيمان..هذا إسمه مؤمن..وهذا إسمه أمين..وهذا عادل..وهكذا..ولكن الإيمان الصادق،يتجلى فى العمل بالذى نؤمن به..نعمل به..لا أن نقول بالإيمان ونكتفى بهذا..وبالإيمان يكون الأمان..وبدون الإيمان لا أمان..فأنا بإيمانك أنت ،سأكون فى أمان..وأنت بإيمانى أنا، سيكون أمانك..والجيران..والأصحاب..والبلده كلها..ليمنعنى عن إيذائك إيمانى بالله وخوفى منه..وليمنعك عن إيذائى إيمانك بالله وخوفك منه..لكن أن أؤذيك أو تؤذينى ،ثم نقول بأننا نؤمن بالله ونخاف منه..فأى إيمان هذا وأى خوف..والإيمان كما يجعلنى أكف شرى عنك ،وتكف شرك عنى..كذلك يجعل كلا منا يتعامل مع الأخر بالخير..وحياة بلا شر ،هى الخير حياه..كما أن الحياة بلا خير هى شر حياه..فكيف وهذه الحياه ليس فيها سوى الخير..يصعب حدوث ذلك ..صحيح ،لكنه ليس بالمستحيل..المستحيل حقا أن ننتظر قانون يظهرنا فى صورة المؤمنين..هذا هو المستحيل الذى لن يكون أبدا..مهما فعلنا..ويقينى بأن المشركين فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم كانوا فى أمان..أتعرف لما..لأن حولهم المؤمنين..صحابة النبى صلى الله عليه وسلم..حتى وإن كان المؤمنين هؤلاء فى غير مأمن من شرهم..لما..أو، كيف ذلك..هذا لأنهم مؤمنين..مؤمنين يؤمنون بالله سبحانه ،وبرسوله صلى الله عليه وسلم،إيمانا يقولون به عند كل أمرا ونهى،سمعنا وأطعنا..ليكون بين سمعهم الأمر والنهى،وبين طاعتهم،الواو..الواو فقط ..وبهم رضى الله عنهم ،أقول عنها والله أعلم،بأن من يسمع سينشغل لا محاله بالذى يسمعه ..طالما أراد الطاعة فقط فيما يسمعه..فيستمع إليه جيدا ،كى يستطيع الطاعة فيه..وذلك بتطبيق الذى سمعه كما أراد من أسمعه..صلى الله عليه وسلم..ليكون السمع ،وبعد السماع ،الطاعه..هذه هى الواو..وهذا هو الأمان ،ولن يكون غيره أمانا..حتى وإن تحصنا بكل الحصون التى لا يقدر أن ينفذ أحدا منها إلينا..فلن يكون لنا الأمان بهذه الحصون..طالما ليس فيها حصن الإيمان..ولن نشعر بالأمان عندها..حكى عن السلطان صلاح الدين الأيوبى رضى الله عنه ،أنهم أشاروا إليه فى إحدى حروبه ،بأن يأخذ العدو على غره أثناء نومهم ،لينهى هذا الصراع سريعا..فرفض ذلك..قالوا بأن العدو سيهزمهم..فقال ،هزيمة بشرف خير من نصرا غير شريف..فهل صرنا نحن مع بعضنا البعض فى أمان،لا أقول مع أعدائنا المجاهرين لنا بالعداوه..للأسف الشديد لم يحدث ذلك..ليكون الخوف بيننا طيلة الوقت..ولا عجب فى ذلك..لأنه كما قيل ،إذا الإيمان ضاع فلا أمان..ومن لا يستوقفه إيمانه بالله والذى يتطلب خوفه منه..لأن الإيمان رغبة ورهبه،رجاء وخشيه،فنرغب ونرجوا ثواب فعلنا أمره،ونخشى ونرهب من عقابه لفعلنا نهيه..من لا يستوقفه هذا ،فهل سيستوقفه شىء أخر..هذا منى إشارة صغيره جدا على قدرى ..ولله المنة فيه..إشارة إلى، الأمان..والذى لن يكون إلا فى الإيمان..ليكون أمان الإيمان،وليس غيره إلا أمانا زائف..فإجتهدوا فى طلب الإيمان ..فإن وجدتموه ،وجدتم الأمان معه..وجدتم الأمان الذى ليس بعده خوف..أعين تواقه أبو أدم العبد.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق