الأربعاء، 27 يناير 2021

بقلم: عبد الحق لمهى

 بيت وإنسان

البيت حسن المظهر والمخبر، ذو الشكل المؤنس، يسر الناظرين، فيقبلون عليه، فإذا آووا إليه انتابهم شعور الراحة والطمأنينة والأنس من وحشة، وتمنوا زيارته كل حين، وقضاء وقت فيه حتى يرتاحوا من عناء الحياة ومتاعبها.

أما البيت الموحش المظهر والمخبر، فلا تهوي إليه أفئدة الناس ولا ترغب في الإقبال عليه، ويشر الناظرين إليه بالاشمئزاز، وإذا دخلوه تمنوا الخروج منه سريعا. تضيق نفوسهم منه، وكأنه خلو من الهواء الذي يحتاجه الإنسان في الحياة.

نفس الأمر مع الانسان صاحب الأخلاق الحسنة، والسريرة النقية، تهوي إليه قلوب الناس، ويجدون في مجالسته راحة بال، وأنسا من وحشة، ما يحملهم على الالتفاف حوله، متمنين طوال عشرتهم معه، ولو غاب عنهم رجوا سماع صوته أو معرفة حاله، وفي ذلك تفريج لكرب نفوسهم من آلام الحياة.

أما الانسان الفظ الغليط، فلا يأنس ولا يؤنس. ينفض الناس من حوله، لا تراهم يفكرون حتى في مجرد السؤال عنه في غيبته. بله الاجتماع إليه وتبادل أطراف الحديث معه، وقل إن الكلام إليه لا يزيد المرء إلا مرضا إلى مرضه. وحزنا إلى حزنه.

فلنكن من النوع الأول، الذي إن لم تأخذ منه شيئا، انتفعت من رائحة مسكه التي هي أخلاقه الرفيعة. ولندفع الثاني إلى تغيير حاله حتى يكون في أحسن حال، لا يتأذى الناس منه.

بقلم: عبد الحق لمهى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في ليلة بقلم عمر طه اسماعيل

 في ليلة..  ساد الهدوء..  واقبلت..  وكأنها..  مرّت..  على قلبي.. مشت..  الشوق يحرق مضجعي..  وعيونها..  حكاية ً..  لناظري..  قد ادهشت..  عانق...