••○● { بَوْحُ نَايٍ ! .. } ●○••
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )
نايٌ يَئِنُّ هَزهُ الوَجْدُ ومنه
يتثنّى لحنُ حُزْنٍ
في المدىِ ينساب سحرًا
وحنينا ،
لحنُكَ يا نَايُ غوْصٌ في الشَّجَنْ
وانصهار في دروب للأسى
تبدو حبيبة ،
سكن الرّوح مداها
وطفتْ أحلامها في أُفْقِها
عِطْرًا وتباشيرَ ضُحَى .
أيّها النّايُ تغنّ !
أُسْكُبِ اللحن ونَاجِ من تلظّى !
اُحْضُنِ الرّوح وهدهِدْ حُلْمَ قلبٍ
نَصَبُ الأيّامِ هَدَّه ،
أرْسِل الأنغام في جوف الليالي
والأماسي..
وبدايات السّهَر ..
واجمع الأرواح في لحن الفرح !
كم تناجينا !
وكم سارت بنا أقدام شوق
تحلم باللّحن إذ انت تُغَنّي ؟!
والمدى من حولنا دربٌ يطول
متاهات واوتار كمانٍ تتناجى ..
تتنادى ..
ترسم ميلاد لُقْيا
ومواعيد انتشاء .
أيها النّاي الحزين ،
حُزْنك للرّوح مأوى
ومحاريب صلاة
وانتشاء بارتعاش اللحن
إذ ينساب رخْوًا ،
قُدُسِيًّا وبدايات انعتاق ،
اُحضن الرّوح
وَسِرْ بالرّوح للاُفْقِ البعيد ،
دَاوِها ! .. سافِرْ بها ! ..
وانشر لها
من دفقك الساري جناحا !
انتشر بالرّوح بَوْحًا وانطلاقا !
اِخْترِقْ حَدَّ الرُّؤى !
اِختزِلْ باللّحن مسافات المدى ،
والصّدى !
واجمع الانغامَ عَطِّرْهَا هَوَى !
أيها النّايُ جَمِّعْهَا دروبًا للسّفَرْ ،
نَغَمَاتٌ تركب الرّيح وتُبْحِر
بحنينٍ الرّوح للصَّدْرِ الحزين .
أَيُّ لحنٍ منك يا نايُ يبُوحُ
ويُبيح لحنين الرّوح إذْ يغدو طليقا
مُبْحِرا في شوقه للبعد حُبًّا
وأغانٍ للصّباحات الجميلة ،
وشُعاعٌ يرسمُ البدء وميلاد التجلّي ،
أِنْتَشِرْ يا لحنُ من نايٍ يطوفُ
بهوًى للرُّوح أضناه انتظار .
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق