إلى إشعار آخر..!!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عبثا حاولت..
أيَ شيء، لست أدري؟!..
لكنني أشعر بذلك الفراغ بداخلي..
أتساءل..
كيف لشخص واحد؟!..
أن يهدم بداخلنا كل تلك الصروح..
وينتزع عوالم الضوضاء والصخب..
ليترك خلفها كل ذلك الصمت المقيت والوحدة القاتلة..
كيف لقلب توضأ يوما بماء الهوى..
وأقسم على ألا يجرح أو يغدر..
أن يتنكر لكل ما كان..
ويتناسى عن غير غفلة..
ثم يصلي بأرض الهجران..
أإفكا كانت وعوده تلك؟!..
أم أصيبت ذاكرته بالنسيان؟!..
إليك يا حضرة القديس..
وقد كنت بمنزلة الصديقين بقلبي..
لكنني ما كنت قبلا أعلم أن الأولياء يكذبون..
وخلتني أصبت بشيخوخة الاستيعاب..
أو ربما ضعف فهمي أورثني بعض خيالات..
لكن كان قلبي فتيا إلى حين..
وها أنا الآن أدركت..
أن الوجع-لا سامحه الله-هو من فعل بي كل تلك الأفاعيل لا أنت..
فلا تبتئس..
وقد أبرأت ساحتك من كل الجنايات..
فنم قرير العين مرتاح البال..
لم يعد للأشياء قيمة بعد أن تضاءلت رويدا رويدا..
وصولا إلى الانطفاء الكامل..
أتعرف؟!..
تلك المرحلة التي تتساوى فيها الوحدة والزحام..
تلك المنطقة الوسطى بين الأحلام والظلال الباهتة..
لم تعد تغريني المفاجآت..
ولم أعد أخشى المباغتة..
فهنيئا لك كل ما اجترحت يداك..
وهل أقسى من أن نفر من الأشياء لنسقط فيها..
أنا يا سيدي الموقر-الآن-لست أنا..
أنا ذلك السراب الذي عبر يوما من هنا..
ليموت ظامئا بأرض السقيا..
أنا..
ذلك الظل الذي يسير على قدمين..
يتقزم صاحبه ويستطيل الخيال فيه..
لتظل قدماه على الأرض، بينما يشرأب بعنقه إلى السماء..
وفجأة يموت الضوء، فيختفي الظل مثلما مات يوما صاحبه بانطفاء من نوع آخر..
أقسى قليلا..
ذلك هو انطفاء الروح..
تتغير المفاهيم..
والمعنى واحد..
أحدهم..
قتل أحدهم دون أن يمسه..
فهل يؤاخذ القاتل؟!..
ومتى يقتص المقتول؟!..
وقد قامت قيامة نبضه
وهو في دار الدنيا ما زال يتنفس..
وهل هناك قصاص بعد القيامة؟!..
سؤال أتركه معلقا بلا جواب..
إلى إشعار آخر..
و..
سقط القلم عجزا..
أستميحك عذرا..
هذا إن بقي للعذر ثمة مكان..
(نص موثق)..
النص تحت مقصلة النقد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق