(رماد)
هل كان هذا كلََّ شيءٍ
أيهُّا القمرُ الحزين؟...
هل هاجرت كلُّ الصّباحاتِ الرَّحيمةِ
والمواعيدِ الجديدةْ
هل فارقت كلُّ البلابلِ عُشّها الغافي
على جُرح القصيدةْ
وخَبا سِراجُ الياسمينْ؟...
يا أيهّا القمرُ الحزين
****
هذي عيوُن النّرجس البريّ
توُمض من جديدْ...
ملءَ المروجِ ..
وتستحمُّ بقُبلةِ الفجر النّديّةْ
وتلفُّ فتنتها
وزُُرقةَ حُلمهاالظَّامي
بِمِنشَفة النَّسيم المخمليَّةْ
فتضجُّ في دمها الأنوثةُ بالعبيرْ
وتطيرُ فوق جَناح سُكرته الحريرْ
من صحارى ذلك اليأس الضّريرِ
إِلى ضِفَاف العَبقريّةْ...
فانهض ومُدَّ إلى شواطئها شراعَك...
أيهُّا المهجُور و المصلوُب
فوق الذّكريات اليابسةْ..
حرّر أغانيك الحبيسةَ في ضبابِ العُمر
من جُدب الفصول العابسةْ..
كي ترجعَ الأطيارُ للروض المُبرعم
بالفتونِ و بالأزاهيرِ الشَّذيّهْ
ولكي يعرشَ فوق شُبَّاك الهوى المَنسيِّ
حلمُ الياسمين..
وتعودُ تسكرُ من طِلى عينيكَ ....
يا بنَ النُّور....... بنتُ الأبجديَّهْ
****
بسطَ المسَاءُ جَناحهُ للمُتعَبين
وتسلَّقتْ أنفاسُ عطرِ اللَّيل
ِ روحي الشَّاردةْ
لتضيءَ مِجمرةَ انتظاري
ويخطُّ بوحُ بُخورها خيلاً
تُسابقُ ظلّها فوق الجدارِ
وصهيلُها كالسُّكرِ يبحرُ في دمي
فأزيحُ أثوابَ الخريفِ الصفرَ
عن جسَدي
وأُعلنُ فوق صَهوتِها انتصَاري...
وأعودُ أحبو في ذُهول
للكأسِ أحملها برفقٍ وارتيابِ
فيطلُّ وجهُكِ ملءَ صفحتِها..
أفيقُ على ندائك
يحتويني في اضطرابِ
ويلمُّ أوراقي وأحزاني وأوردتي
وينبتُ في يَبابي
****
لماّ تودِّع برعمَ اللَّوزِ الطّفولةُ
ليس يبقى
غيرُ أوراقٍ يحاصرها الخريفْ
وكذاك طعمُ الحُلمِ إِن شهدَ الصَّباحَ
وزغردت في روضهِ القدسيِّ
شمسُ المهرجانْ
لاشيءَ يبقى بعد حينٍ
غيرُ أكوابٍ مبعثرةٍ
وباقةُ أقحوانْ..
تذوي ..وتذوي.. في اكتئابْ
صفراءَ يخنقها صقيعُ الانتظار..
إلى القرارْ
ويغصُّ مَبسمُها الكليلُ
بما تبقّى من نهارْ..
والقلبُ يرقبُ في بريق الدَّمع
أضواءَ الغروبْ
تذوب في الموجِ الغَضُوبْ..
وشراعُهُ النَّائي يدندنُ
لحنَ أُغنيةٍ حزينَة ْ:"
هل كان هذا كلَّ شيءٍ
أيُّها القمرُ الحزينْ
هل هاجرت كلُّ الصَّباحاتِ الرَّحيمةِ
والمواعيدِ الجديدةْ
هل فارقت كلُّ البلابلِ
عُشَّها الغافي على جرح ِالقصيدةْ
وخبا سِراجُ الياسمينْ..؟؟..
يا أيها القمرُ الحزين ..
***
عصام يوسف حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق