الأربعاء، 14 أبريل 2021

محمد فتحى شعبان

 كلما رأيته تذكرت أحدب نوتردام أحول العينين دميم الخلقة قصير وأحدب إنه جارى اللدود منذ أن أنتقلت لمنزلى. الجديد المجاور له وأشعر أنى قد شغلت عقله فما ستر يوما سوءا وما ذكر يوما فضيلة .

يسير والحكايا والأفكار تشعل رأسه يضيق صدره يسحب الهواء ليأخذ نفسا عميقا تتناثر الحكايا والكلمات مع أنفاسه لا يقترب منه أحد منبوذ من الجميع يرهبونه لشكله الغريب ولسانه السليط .

نظراتهم تذبحه وكلماتهم تزعجه لما أنا ولما كل هذا تزوج زيجة لم يرغبها لأنه لم يقبله غيرها عمل عملا لم يرغبه لأنه ليس هناك غيره كان أبنائه ينزعجون لرؤيته ينفجر غاضبا يسب ويشتم لا يسمعه إلا الهواء والحوائط يجلس إلى أحد الحوائط يسحب الهواء ينتفخ صدره يخرج زفرات غاضبة نفسه تؤلمه يخبط مؤخرة رأسه بالحائط يخرج سيجارة من جيبه يشعلها ينفث الدخان فى الهواء نفثات متتابعة يتكاثف الدخان تتابع نظراته الدخان يتحول إلى أشكال ورسومات يرحل خياله بعيدا  ها هى جائته يغلفها الليل بظلمته خطواتها الرشيقة.. يتمايل جسدها تقترب منها تجلس جواره تستند إلى الحائط تمدد ساقيها فتنكشفان ينظر إليها تأكلها نظراته كيف عرفت بمكانه وكيف جائته يقترب منها يلتصق بها هى هى لم يتغير فيها شئ يضحك تعلو ضحكاته يخبط مؤخرة رأسه فى الحائط تنظر إليه فى تعجب يتوقف ضحكه يعيد النظر إليها كأنه يتأكد أنها هى مازال الدخان يتصاعد ورأسه تشتعل صدره يضيق فيسحب الهواء بشدة يقترب منها أكثر يمد يده ليتحسسها لا شئ سوى الدخان يكمل مسيره يسب ويشتم ويصفع الهواء 

محمد فتحى شعبان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كن منصفا بقلم عمر طه اسماعيل

 كن منصفا ياقلب ان فاض الهوى ورايت اعماقي تذوب وتكتوى وإرأف بحال معذ ب ضاقت به كل السماء وغير وجه ٍ مارأى وجه ٌ يطوف بمقلتي َ كانه سحر ٌ عجي...