من داخل كشك التموين..
اكتشفت الآن نفقا مظلما
في كياني
كأنني في منفاي
قريبا من مقابر الخان*
اكتشفت الآن ، لماذا كانت
اصوات الناس تتعالى
من داخل " كشك " التموين
ولماذا كنت أخاف
من وجوه "معفرة" بالطحين
وثياب رسم الزيت المسكوب
عليها خارطة "التيه"
وامرأة تجر طرفي "قناعها"
وصرة الملابس القديمة
وأبا علي يفغر باب دكانه المفترس
يلقف بعض كيلوات الطحين
ويدفع للمساكين بعض القروش
كل هذا والعربات المشلولة تنتظر
على ظهور الحمير اليائسة تبحث
في التراب عن شيء أخضر ..عبثا
وذلك الحمّال المنهك من الأكياس
وبائع الجميز ينادي "بلمي"* ياجميز
أيقنت ساعتها أن البؤس يلازمني
فليس صحيحا ماقاله المذيع في النشرة
ولن أصدق بعد اليوم " أحمد سعيد"
وهو ينادي بأعلى الصوت " انتصرنا"
ونشيد "الست" أصبح عندي الآن ..
كسّرت البندقية... وشطبت عائدون
ورسمت بدلاً منها .." خارطة الطريق"!
بقلمي:
محمد عوض قديح
فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق