الجمعة، 7 مايو 2021

أبو مصطفى آل قبع

 الاعجاز القرآني

ــــــــــــــــــــــــــــ 

......ما قيل عن الإعجاز القرآني من آراء، وما كتب من بحوث منذ القرن الثالث الهجري حتى عصرنا .فالعمل لا يرقى إلى مرتبة الإبداع، وإنما هو جمع وانتخاب وتلخيص وتهذيب؛ يظهر من خلاله كثرة قراءات الرَّجل، وسَعة اطّلاعه وصبره أيضا.وإن كان احدهم قد حالفه في عملية اللمّ والحصر، إلا أنه لم يحالفه في الفهم والتبويب؛ فهو لم يفطن إلى موضع كل وجه من هذه الأوجه من الآخر، ولم يدرك تحت أيّ الفصول يوضع أو يندرج؛ لذلك يظهر البحث أني يتجدد مرحليا بافكار اخر ومفكَّكاً قلقاً غير مترابط؛ لتعدُّد المسارات وتشتّت العبارات، أن صورة نظم القرآن العجيب والأسلوب العجيب لا متشابهات به  وما هو بتكرار لما قاله رب لا مناط لما قال  يندرج بم يألفه وبحدود محدودية الباحث في بحر لجي لا حدود له ( لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جاءنا به مددا ) ،ولا علم لنا الا ما علمنا به وما انطوى عليه القرآن من الإخبار بالمغيبات وما أنبأ به من أخبار القرون السابقة والأمم البائدة.. كلاهما يتدرج تحت الجانب التاريخي، فهما في واقع الأمر وجه واحد يصوّر إعجاز القرآن من حيث الزمن.. واتّصاله بحركة التاريخ في الماضي والمستقبل.فإذا ما درسنا أوجه الإعجاز وشواهد الإعجاز، ودليل من أدلّته القاطعة.لاحتجنا الى التبصر اعوام واعوام ولم نفقه الا بما اوتينا من علم محدد وهذا يدل على ان الله ليزغ بالسلطان والقران لا زيغ به باق واصب ليوم الدين ، أن الذي يتعلّق بنظم القرآن وأسلوبه فهو ما توافَق عليه جلّ الباحثين والعلماء الذين بحثوا في إعجاز القرآن وحاولوا الكشف عن أسراره؛ لقد أجمعوا على أنّ هذا الأسلوب الذي انفرد به القرآن مخالف لأساليب كلام العرب ومناهج نظمها ونثرها.. وأن نظمه جاء على صورة لم تقع للعرب عليه عين ثاقبة الا بحدود ما تملك بعضا من علم والدليل بهذا من يعمل بعلم يعلمه ما لا يعلم فلم يؤتى مخلوق مبالغ العلم ومنازله  ولو كان القرآن حين تحدّى العرب قد أشار إلى هذا الوجه من التحدّي كما أقرّوا بالعجز عنه، ولما شهدت عليهم الحياة به، بل لكان لهم على هذا الوجه سبيل إلى المجادلة والمحاجّة والمعارضة، ولاستدعوا إليهم أصحاب الرؤى عندهم، ولكان لهم قول إلى جانب هذا القول الذي جاء به القرآن.. وإن بعُد ما بين القولين في مقام الصِّدق واليقين، ولكن الخصم العنيد المتجبّر لا يستسلم حتى يرمي بآخر شيء في يده، ولو كان عودا من الحطب يقاوم به السيوف والرماح.فالروعة التي تعتريهم عند تلاوته - هي مناط الإعجاز الحقيقي، وهي المعجزة القائمة فيه أبد الدَّهر وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وللأسف هنالك مجاهيل لم نحرك ساكن ونثير كامن بها في كتاب الله لغياب السلطان والعلماء العاملين وما بقي منهم من النزر القليل يحاولوا لكن باتوا كمن هو حادي في الصحراء وليس له بعير . قد ننساق آنيا للتصحيح لكن الخرق اتسع على الرائق فقد ألفنا جيل جعل الدين همَّه إلى جيل جعل الدنيا غاية مناه ... !ومن جيل جعل الإسلام واقعًا حيًا إلى جيل جعله سرابًا خادعًا ... !ومن جيل جعل طاعة الله طريقه إلى جيل ارتضى خطوات الشيطان سبيله!ومن جيل جعل القدوة أسلافهم إلى جيل جعل الغرب نجومهم!كم هي حسرات وآلام تدمع العين من أجلهم ويحترق القلب لحالهم.فهل لنا من عودة صادقة إلى سير سلفنا الصالح .


أبو مصطفى آل قبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذهب له بقلم رنا عبدالله

 اذهب له... ياطير الحمام... بمحبتي... وأخبره دوما بأنه كل الاخلة والأنيس بخلوتي... نسكي ورهباني وكل تصوفي... بالحب كان توحدي بعقيدتي... أنا ...