○●○● ( زمن الأحزان ! .. ) ●○●○
بقلمي : الشاعر : علي سعيد بوزميطة
( تونس )
يا زمن الأحزان !
يا نَتِنًا يا عَفِنُا ، يا سَلَّةَ أدران!
يا عاهرا معروضة للناس
بأبخس الأثمان !
أرصفة الشوارع ..
أزقّة المدائن
تعرفها ..
وتكرع من حبّها
تهيم في أعطافها مشلولة المدارك ،
مسعورة المسالك ،
في زمن الأحزان
في زمن اعوامه
تُعَدُّ بالثّواني .
يا زمن التّناقض والعكس والاضداد!
ولغة الأعداد ،
والعدّ بالآحاد ،
صعودا ونزولا ، وعكس الأتّجاه ،
والمرء بين هذا ، وذاك يمّحي ،
طاقاته محروقة ،
وعقله محنّطٌ محاصَرٌ بِطَوْقْ ،
يهيمُ به الشَّوق
لأنْ يقول يوما: " سأركبُ الرّياح ،
وأوغل في البحر كأمهرِ ملَّاح ،
وأقف كالسّدّ
في وجه كلّ موجة عنيدة جسورة،
وأحمل في قبضتي
جنون كل مارد لا يرهب النّسورا،
وأُمطرُ الحقول وأزرع البطاح
بفكرة موؤودة،
ولفظة ما عرفت طريقها للنّور
في وَضَحِ النّهار .
المرءُ في زماننا الموبوء
مثل البيدق ،
سِيَّانِ عنده
طليقٌ أوْ مُعلَّق ،
او يصعدُ أوْ ينزلُ
أو يرتمي في خندقْ ،
أوْ يأْكل أوْ يُمْسكُ
سِيَّانِ لا يُفَرِّقْ .
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق