- ولأن ما بين عيد وعيد
دهرٌ من الحروب والتهجير والفقر والجراح والصديد ٠٠
ولأن ما بين عيد وعيد تدور عقارب الساعة حول محورها ولا تحيد ٠٠
ولأن ما بين عيد وعيد ليس من حلم جديد ٠٠
ولأن ما بين عيد وعيد تظل الحروفُ تصرخُ هل من مزيد ٠٠
ولأنَّ الخيام ما زالت ماكثةً خيام ٠٠٠ولأن الدار ما زالت على العهدِ تُضام ٠٠٠ولأنَّ ولاة الأمر ما زالوا نيام ٠٠٠
أعيد نشر قصيدتي - بعد التعديل -
*عيدٌ في حضرة المتنبي *
(عيد بأية حال عدت يا عيدُ)*١
بخافقٍ ضامَهُ جرحٌ وتنهيدُ
برشفة البؤسِ من جوع ومن عطشٍ
ببسمةٍ خانها وعدٌ وموعودُ
بمئزرٍ دميَ المسفوحُ زركشهُ
وخطوةٍ كابَرَتْ والعمرُ تبديدُ
أين الصِّحاب ومن نهوى وما حملوا
من ذكرياتِ الصِّبا والأنسُ والغيدُ
بل أينَ مجلسُنا والنايُ يطرِبُنا
يا لمّة الشملِ ما جافاكِ تسهيدُ
رقَّت وَرقَّ حديثٌ في الهوى وجِلاً
وأثْقَلَتنا تباريحٌ معانيدُ
يا لمّةَ الشملِ ذكرى الأمسِ تسحرُني
إذا تبدَّت خيالاً زانَهُ جِيدُ
صَبٌّ وأحملُ في قلبي حلاوتَها
تلكَ الربوعَ وبوحُ الشِّعرِ تغريدُ
واليوم اضْحَت طلولاً ما لها أثرٌ
بل خيمةً ما لها سقفٌ ولا عودُ
وطعنةُ الشمسِ في أحشائِها وشَمٌ
ورشقةُ الغيمِ أهدافٌ وتسديدُ
وصفعةُ الريحِ نالَتْ من مرابِطِها
فشرذَمَتها وزادَت روعَهَا البِيدُ
وأنت أنتَ وهذي الروح في ولهٍ
فاصبرْ على الدرب ، ما تهوى فمرصودُ
( عيد بأية حال عدت يا عيدُ )
فهل لنا حُلُمٌ للعمرِ تجديدُ
في دُجنةِ الليلِ نحيا والمدى قبسٌ
تزمَّلَت روحُنا والقلبُ موءودُ
أسائلُ الدارَ هل في الغيبِ من أملٍ
والدهرُ يلهو بنا أيامُهُ سودُ
فلا عَدمتُ من الذكرى وبهجتها
مما مضى فلها في القلبِ ترديدُ
وما نسيتُ ولم أهنأ لثانيةٍ
فساكنُ الدارِ مجروحٌ ومكمودُ
وحوله النارُ من قيض ومن جمرٍ
ليستغيثَ ومن يطفي فمفقودُ
ولي بكل صروف الدهر منقبةٌ
ولي على الدهرِ أحمالٌ وتسديدُ
---------
*١: مطلع قصيدة المتنبي الشهيرة
د٠جاسم الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق