------------(عراق المجد) شعر:سعد عطية
--------- (كُتبت في أعقاب الاحتلال الأمريكى للعراق)
أعُــدّكِ نجمة ً لمَّا أضاءتْ
عشـا نورُ الحُـقودِ إذا ً ومادا َ
أعدكِ فرحة ً قـُـتِـلتْ بقلبى
وقـد شمل الظلام بكِ امتدادا
أعدكِ ما مَضـَى هرما ً تلاقــَى
مع الأهـرام فى ساح ٍ ودادَا
أعُـــد النيلَ دلتـــاهُ فـــراتٌ
ودِجـــلةُ حين أينع ثم جـــادا
عراقُ المجدِ أعراقٌ تنامتْ
تـُـقـَطــَّعُ هـامة ً فـالشرّ ُسادا َ
وبابل ألسنٌ، جُمعَت بأرض
لغـاتُ النهـب حرفا مستعادا
جهام قاحل.. برجٌ غريـب
له من ليس ذا جــــذر أشادا
بنوا فوق الهواء فكل أرض
بنوا أمطارُها انهمرت عنادا
إذا بشراً أذاب لظىً وظــلمٌ
فــــدجلة ُ قد تأبَّى أن يُبــــادا
***
أيا نارا ً تـَلـَـظــَّتْ من بعيدٍ:
فـــــؤادى لم يجدْ ذاكَ ابتعادا َ
وجدتُ النارَ تـَشـْرُدُ فى شهيقى
وتزرعُ فى الزفير ردىً تهادَى
وترسمُ فى مدَى الآفاق حلما ً
يموتُ وينجبُ اليأسَ المُــعادا َ
غــيومٌ للظلام وأخــــــرياتٌ
جـــهامٌ تعــقدُ القحط َ انعــقادا َ
فيا مستقبلا ً يفــنـَى روَيْدا ً
ويا عُـمرا ً يجىءُ لـَـقـًى جـمادا َ
ويا سنواتُ حين نعُدّ ُ منها
نعُـــدّ ُ حـــرابَـها عــدّا ً جـــرادا َ
كأنَّ عطاءَ ما تـُخـْفينَ عَـنـَّا
قــوافلُ نـوقها عـــادتْ جـِــــلادا َ
***
ولكنْ نـوكسٌ بلـُقـَى أريبوسْ(*)
نتـــاج بويْــضةٍ بالحــلم عـــادا
وليدا ً من جـناحيه لـُجَــيْـنٌ
يُـشِــعّ ُ الحــبَّ إبريـــزا ً تهادَى
فلا تخشـَىْ عراقُ فأنت مهدٌ
لعـــشـــتار التى تــأبى نـفـــادا
فروحك ليس بترولا ًسليبا ً
وذا حجــــر بخــــلدٍ فيك جـــادا
عراق المجد دجلة أم فراتٌ
ونخــــل والرشــيد ومن أشـادا
وأرسَى للشموس مدار نور ٍ
يعــمّ ُ الكـــونَ آبــــادا قــــــلادا
فعودى ألفَ ليلةٍ استطارتْ
بلـُــبّ أبى نــــواس ٍ إذ أجـــادا
يعُدْ جلجامشٌ والروح منه
بمســــماريةٍ يلقـَــى العـــــبادا
.. بوديان الذهول كأنَّ دنيا
من السحـر الذى يأبَى اصطيادا
فيبقى لا المكان له احتواءً
ولا الأزمـــان أفــنت مـنه زادا
يموت الكبش بعد فيوض هول
وفينيــق العـراق طوَى الرمادا
وحلـَّق مبدعا زمنا جــديدا ً
مـــن النار التى أفـنتْ ســـوادا
لتخضرَّ الشواطئُ والبرارى
فـــــنوحٌ هـهنا ألقـَــى القِـــيـادا.
__________________________
(*) فى منشأ الكون والآلهة تحكى الأساطير الإغريقية قائلة: إعتقد الإغريق أن الكون نشأ من العدم إذ كان سديماً لاشئ فيه ، ولا يمكن التعرف من خلاله على شئ . وكان الظلام إريبوس والليل نوكس الظلام ذكر و الليل أنثى ، تزوج الذكر بالأنثى و كانت ثمرة هذا الزواج أن وضعت نوكس بيضة فقست بعد حين ليخرج منها إيروس الطفل المجنح الذى يحمل معه قوساً و جعبة سهام يرشق بها القلوب فيملؤها العشق ، ويتوفر الحب ويتزوج الذكور والإناث فيتناسلون ، وكان أول من تزوجا السماء أورانوس الذكر والأنثى جايا الأرض ، وتبدد السديم فأصبح هناك سماء وأرض وأنجبا أبناء كثيرين بأشكال وأنواع مختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق