ماقبل الخروج...
خرائطنا فقدت خطوط العرض
وكبَّلَنا على خطوط الطول انتظار
طرقنا وعرة ضيعتها أقدامنا
وتحتنا دروب كمتاهة الجرذان
جبالنا الشماء دكها الغرباء
واستباح ساحاتنا كل من "عبر"
السماء هنا ليست كالسماء
طيورنا تاهت عن أعشاشها
ربما تبقى مشردة هناك ..
تتقاذفُها نسور الظلم
فهناك قوم مكثوا في أنفسهم
على استحياء
بلابلنا تساقطت في أرض بابل
تبددت احلامنا بالنجم الوحيد
تغير لوننا في الزمن الكئيب
تكاثر الراقصون على الدم
في عمق الصحراء
أجابوا نداء القدس بضحكة استهزاء
وخجل يمزج الذكرى بحب البقاء
في بلادنا لا يشعر الانسان بالحرية
هنا في بحرنا المسْوَدّ
تاهت صوارينا منذ زمن
أُغْمِضَت العيون وسُدَّت الآذان
وفُغِرت الأفواهُ وتعالت الصرخات
أيُطْرَد أصحاب الحقول منها
ونستكين لكل لصوص الأرض
من نُصَدِّق .. ومن نُكَذِّب
سكن الخوف قلوبنا الجريئة
وقرأنا سفر ماقبل الخروج
هبت رياح النهاية.. زمجرت
رشحوهم لنيل جائزة الخيانة
وتلقوا اللكمات بدل الكلمات
وسكنوا داراً في بيت قصيدة
نحن قوم لو أردنا الغناء تأوهنا
فموال ليلنا آه ... وعيننا آهات
وغائبُنا وطن جريح
ينتظر الضماد
وحاضرنا ضعف وطأطأة
وأعذار.
بقلمي:
محمد عوض قديح
فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق