(الحياء من الجمال )
الحياء سجية مستحبتة وعلامة محمودة تدل على ما في النفس من الخير و الصدق وتشير لطبيعة الإنسان المشبعة بالأخلاق والحياءيكشف عن مقدار أدب المرء وحسن خلقه.
وهوسمة من سمات الأخلاق الرفيعة التي تبعث على فعل المحمود وترك المذموم .والحياء من صفات النفس الراقية الهادئة المسالمة ، وهو من خلق الكرام و أهل المروءة والوجدان .
وماكان الحياء في شيئ إلا زانه وزاده جمالاً ، والإنساناً الذي لا يكترث ولا يبالي بالأخلاق و يبدو منه في مظهره أو قوله أو حركاته مايسيئ فذلك من قلة حيائه ولهذا قيل ( إذا لم تستح فافعل ما شئت ) .
وإن النفس الشريفة والإنسان السوي يستحي من نفسه أن يأتي بالنقص، أو بما يخل بالشرف أو الكرامة. ومن استحى من نفسه كان استحياؤه من غيره أجدر وأجدى .
وإن كثرة مجالسة من لا يستحي ينبت بالنفس قلة المروءة وفقدان الوجدان ،
ويخلق في النفس نوع من التجانس معه وتجعله لا يستحي فيصنع ما يشاء فتضعف عنده خصلة الحياء شيئاً فشيئاً.
وإن مجالسة من يستحي تبعث في القلب الحياء فيظل الإنسان يراقب أفعاله وأقواله قبل صدورها حياء ممن يجالسه فيكون هذا خلقاً له ملازماً فتتعود نفسه إتيان الخصال المحمودة ومجانبة وكراهية الخصال المذمومة.
ذلك ان الحياء ملازماً ومقترناً للخير و كل منهما داع إلى الآخر .فالحياء ملازم لصاحبه كالظل لأنه جزء منه ومن هنا كان الحياء خير كله .
ولابد أن نميز بين الحياء والخجل الذي هو إنقباض النفس عن الفضائل والإنصراف عنها فلا يسمى حياء بل خجلاً.
فخلق الإنسان السوي لا يمنعه من أن يقول حقاً أو يطلب علماً . فإن كان المانع عن فعل ذلك من باعث داخلي فليس هذا حياء وإنما هو خجل وهنا يكون خجلاً مرضياً.
وخلاصة القول حياؤك من نفسك مروءة وشرف.وحياؤك من الآخرين كرامة وعزة ورفعة .وحياؤك من الله يقودك للجمال المطلق .
د.عمرأحمد العلوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق