لكل ساقطة لاقطة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بتنا أساري (النت) وغياب أسس التلاقح في الأفكار وغياب سلطان العلم وأخذت الظروف الآنية من تتحكم طبقاً للنوائب والخطوب والنوازل بكل مناح الحياة كرهج الغبار من تراب الأرض ، وسأطرق باستحياء باب الأدب بجهالة من لا يرقى مناط غيره واستعين بما قالوا أحسن وأنت معان ولا أرى بمقدوري سبقٌ بباحة الأدب وخيلي هدها الإعياء بالرهان وقد جدبت كلماتي وتصحرت وظمئت حروفي بعد أن أثقل البصر والبصيرة كمن استعان بذقنه بشربة ماء من الفرات وكساع إلى الهيجا بغير سلاح فوجدت بحق ما قرأت لمن نضد شعرا ونثرا وأدبا واشتد ساعده بالرهان وبان ، وأعلم إن البلاء موكل بالمنطق والمعاذير يشوبها الكذب فمن عرف بالصدق جاز كذبه ومن عرف بالكذب لم يجز صدقه ، قرأت وأثرى الراؤن أكثر مما أراه من شطط أو زحاف وعلل، وليس هذا من العُجب والغرور بي ولست الأوحد بهذه الرؤى التي أرها باعوجاج الظل الذي ألقى ضلاله بالساحة الأدبية، قد أكون ممن ثبط عزمه بهذا النحو وراح ينشر حبال الضعف لغيره، وقد أكون أنا الكسير الذي يتعكز بضليع وفي كل مرة اقول صبراً على مجامر الكرام ،وما أراهُ من ولوج أخوة في مائدة الأدب في تفسير لا يحرك الذهن وكأنما رانت تراكمات لا تبدد بوابل قطر يحنو من سحابة مطر ، فبتنا بملهاة عن مجيد يعيدنا لمسالك جُدد ، وبينما أنا على شاطئ الأدب وهو بحر لجى فلا أجد الذات أن أطلق لها العنان لأكون أديبا او شاعراً وأنا المحدود والمحتاج لمن استفيئ بظله لعوديَّ المعوج ، وكشجر بغي دخل السوس بين جذعه ولحائه ، فلا انصب الذات وصياً أو قيماً واصباً للغير أو لائما حتى لا أُلام أو ناصحاً حتى لا أُنصح ، فأعنف الذات بعزلة باني لا امتلك صورة بائنة للعيان بقول حنيف، فاحجب ألفاه بصمت قفول لعلي أجد ضالتي المنشودة .. صدقا هنالك صراع في باحة الأدب الرصين فمن اكتوى وصبر فإان المصيبة ان تصبر على صبر ومن حدث الذات بان له القدح المعلى وأنه برتبة أديب وهي أعلى الرتب وكفه خاوي كمنساب الماء من أنامله فراح يدعي بأنه حلب الدهر وشطره . على أية حال كلنا نكتب وعروس القلم تجر نفقتها برؤى محددوه ، قد يترك السيف غمده أحيانا ولا نعلن وفاته كطريح بموت سريري بالنزر اليسير، أن الشعر يا سادتي بكافة مناحيه عروضا .. حرا .. نثرا .. وما ولج من مستحدث (هايكو وومضه وقفشات ) فوالله اجهلها ولا أدنو شاطئها ولا استعير ثوب الغير فلكل ثوب لابس ، لقد تقطعت بنا الأسباب والجهل يورثنا الجهالة والأرض تقتل من يجهلها ، وأنا اقرأ نصوص جانبت رصانة القول ونضاء لغوي بكم هائل فاق مقننه وتوهم الكاتب فيها بأن عطائهُ جزل أدلى بدلوه برائق الكلم .. صدقاً أخوتي ، أنها ليست عبارات أنما هي عبرات وحسرات نثرتها يد الحزن فجاءت غير موزونة ولا مقفاة فمن طرى بمدح لمن لا يستحق كمن ذر بوجهه تراباً أعمى بصيرته ، وحرصا مني كنملة شاقت بحملها لجمع قوتها ، أما آن الأوان أن نستدرك غائبة ونحمل حجر عثرة يورثنا نائبة ولا نكسر الإرث المجيد بإحن القول كشائبة غدير موحل وهذا في إحكام المعنى بعين ساجمة بعد أن ضاع الحق مذهبه والتبصر والاستبصار لحال ضبابية حجبت الرؤى التي فرضت قسرا وخواءٌ أسدل ستائرهُ بحلكة الخطب وصرمت أعناقنا بحبال جنبٍ فقلنا لكل ساقطة لاقطة تلقفتها عقولاً ناضبة والله من وراء القصد .
أبو مصطفى آل قبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق