قصة قصيرة جدا
ريح الجنان
كنت أنظر إليهم يمشون بتؤدة..يتبخترون
حدّ الملل؛غير مبالين بزحام و لا تذمّر..على
رسلهم يتسامرون..ينامون ملء
أجفانهم،تاركين هموم الدّنيا؛ بل ازدرأوا منها
وتلاعبوا بأهوائها كما المراجيح..اقترب
موعده.. خرج علينا في زينته
وأبّهته..أشرقت الدّنيا بنور ربّها وحتى الّليل
اكتظّ وتزاحم بسنائه مهلّلا مبتهلا متلألئا
شمّرنا لقدومه..بسطنا أرواحنا..تركنا
أهواءنا..أفرشنا البسط المزدانة بشتّى
الألوان.. أضأنا المصابيح المجذبة
للبراءة..نبّهنا ساعة الدّعاء و التّضرّع؛
انشرخت
قلوبنا وتدفّق الدّمع من مآقينا بعد أن كان
متحجّرا..مرّ مرّ السّحاب؛ غادر بسرعة لم
يترك لنا فضاء آخر آملا أن يلقانا أو ينوبا
عنّا أشباهنا ممّن يسعفهن حظّ آخر؛كان
اللّيل قد مرّ ثلثه،نظرت إليها..هي الأخرى
أسرعت مدامعها،نفخت بقوّة في فتيلها
فسكنت.. عندها غرقت في محراب ابتهالاتي.
الكاتب:عبد الستار عمورة
21/04/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق