قصة قصيرة جدا
بقلمي الكاتب واعلامي وائل الحسني
(( افادة حب في محكمة الحياة))
مازلت هذه المدينة التي قضيت معظم طفولتي بها تعاني من قيود الاحتلال الذي جثى على صدورنا مثل الرحى.. كنت اتجول في سيارتي بين أحياء مدينتي وانظر الى الخراب الذي خلفته الحروب المتتالية فما زالت رائحة البارود تعانف الاجواء.. اما الوجوه الكالحة فتبدو على وجوههم الحزن ومرارة قسوة الحياة التي يعيشونها في سديم الجلبة وضجيج بل التنافس المرير حيث تغطس الصبوات لتجدد حلم اليقظة بهم.. ترجلت من سيارتي ودخلت الحديقة العامة ورجعت بشريط الذكريات الى الوراء.. كنت انا وماجدة نأتي هنا حيث طلائع الربيع الجميلة تهدينا ورودها.. كانت ماجدة اكثر اروعة وجمال وكنها ملاك هبط من السماء حيث كانت لقاءاتنا لها معنا في النفس.. كان الحب يرفرف فوقنا لا يقطعه الا سيف المنون.. كنا سويت نلتقي على ظفاف نهر دجلة وهو يسطخب صخبا وظجيجا بامواجه المتراطمة.. كنا نبني بيوتا من لرمال تهدمها رياح الصبى.. ان الحظات الجميلة سرعان ما تنتهي لكن اثرها يظل ماثل في صفحات الزمن.. لم اعلم انها كانت تودع ايامها الاخيرة على هذا الكوكب الذي نسميه ارضا.. كنا نتجول معن ذات يوم حين سمعناد صفارت الانذر معلنة عن قدوم غارة جويه.. وقدوم تلك لغربان الحاقدة عل ارض الحضارة وتاريخ العريق.. لم اصحو الا وانا في احد اسرة المستشفى بعد ان قصفة الغربان المكان الذي كنا نختبأ به.. وعندما سالة عن ماجدة جائني الخبر كالصاعقة زلزلة كياني.. رحلة ماجدة لتترك في قلبي جرحا ليس يلتأم.. رحلة بصمت لم تودعني.. فمع موت الروح البريئة تموت كل قيم الانسانية.. حيث تنطلق روح الانسان محاولة العثور على سبل اخرى للحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق