سفر.. هي الحياة
بقلمي:فاتن.
سفر في سفر
و درب طويل..
خطوات تغازل عيون القدر..
على جناح الضباب
بين دروب السحاب..
تراوغ الشهب .. تخترق الحجب..
تسابق الغروب.. يعاندها الفجر ..
سفر زاده الرجاء
يقتفي ظل القدر..
بأقدام ثقال أعياها المسير..
متاهات أضاعت العناوين..
الخطوات يغتالها السراب..
بخنجر أمل متعب عليل.
منذ اللابدء..
كانت البداية ..
على مسافات خرائطها طلسم..
طواها الفجر المغيب بين تلابيبه..
رسمت خطوطها بيد العتمة
و لونتها الحيرة والتأويل..
فضاعت المفاتيح بين زوايا الندم..
نجوم ليل غجري طويل..
تتلقف الخطوات ..
على مكانس الساحرات..
تخترق مدى المسافات
رحلات تلو رحلات ..
تراوح المكان والزمان في سِفر التأويل.
على وقع تراتيل قلب متعب..
الأمنيات غفت في كهوف النسيان..
ناحت على عروش الوجدان..
بمحراب الترجي صلت
آخر صلاة استخارة
قبل السفر..
لباس الرهبة والتبتل غشاها..
فكان وردا..
ونشيجا بالقلب ..
كان تسبيحا ودعاء للرب..
وما زالت تسير وتردد:
متى ستبزغ ضاحكا مستبشرا أيها الفجر..
يا رجاء المنتظرين؟!
يا غدا مسلوبا بأياد ..
قيل هي أيادي القدر..
بل ثقة تمرغت في أوحال الغدر..
فباتت شهيدة على شفاه الصمت
ولكن على وجنتيك أيها الغد..
رسمت طريقها ..
وإن محت معالمه..
رياح السآمة والضجر..
ولم تسعفها عيون صبر ملأى بالرماد..
ولا أيادي دهر مغلولة بالعناد..
ولا حظ متسربل بقطع من السواد..
فكيف تكون بعد كل هذا المخاض..
سوى وليدة خدجى رماها رحم الحياة..
بعد أن ضاق بها ذرعا واتشح بالضباب ..
أفقدها الرغبة والدهشة
و قهر الصبر ..
رصيد خاو على عروش السنين..
وخطوات أوجعها المسير
في سفر مطيته الأنين..
ومداه مدن أغرقها السراب..
وغابت شمسها بين خطوط كف القدر..
و صار وهما بعنوان جديد
و كبَد إسمه الحياة .
د. فاتن جبور سفيرة السلام العالمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق