الأربعاء، 21 ديسمبر 2022

مقال بقلم ابو مصطفى ال قبع

 هل توفت لغتنا في غمدها ؟

إن أصعب ما ناب به الزمان ولقي في عمره الإنسان، عوارض الهم ونوازل الغم، نعوذ بالله منهما. وحدوثهما يكون بأسباب أتمها حالاً في السورة وأعلاها درجة في القوة: تغير الحال متسعة إلى ضيق، وزيادة إلى نقصان، وعلو إلى انحطاط، والله سبحانه أخبرنا أن ذلك إحدى العقوبات التي تهدد بها وخوف منها، فقال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا له راجعون ) ولهذا الباب بين الناس من الشهرة والتعارف،والظهور والتكاشف، ما يغني عن إقامة الدليل على صعوبته، وتقوية الشاهد على صفته، وربما قاد الفراغ إلى التشاغل بغير مهم، ودعا التفرد إلى مقاربة المنغص، وحملت الحاجة على تورط الحتوف ،وسهلت المحن ركوب كل مخوف. والذي بي من تقسم القلب، وحرج الصدر، يسومانني إلى مثل ما ذكرته، فأشغل النفس في بعض الأوقات بالنظر في أخبار الماضين،وأحاديث السالفين، فربما أسلت ذا شجن، وتأسى بمتضمنها ممتحن، فأنا في ذلك كغريق اللجة بما يجد تعلق، ويتشبث طلباً للحياة بما لحق. وما وقع إلي وعرفته، وسمعت به وشاهدته، من أخبار من قال شعراً وأدبا فيغربة، ونطق عما به من كربة، وأعلن الشكوى بوجده إذ كان ذلك قد صار عادة الغرباء في كل بلد ومقصد، وعلامة بينهم في كل محضر ومشهد، فأرى الحال تدعو إلى مشاكلتهم وحيف الزمان يقود إلى التحلي بسمتهم. وقد تتلاقح الأفكار والرؤى فتحضر اللغة بالتعامل بكل منحى فالكثير منا اختاروا طريقا ومسارا" لهم ومنهم من بقي بين طيات العدم وتحت أذيال الخفاء او انه يعلم سيكون حطبا" يحتطب به ليكون لسانه حصيد قول ، ففي حقبة زمنية توالت وفي فم من قال صدقا كان الرقيب لسانه والقلم اداة طيعة بين أنامله فلغتنا عظيمة لأن القران المكنون المحفوظ عربيا وخاتم الأنبياء عربي وكلام أهل الجنة عربي’ وللأسف ركبنا موجة العجمة وألبسنا ثوب لغتنا كل سمل وقباء مفرج ودائرة الضيق التي حالت دون ان نأبهه لضياعها بما يريده أعداء الأمة ووصم الحرف بالصمت فما تكلم . وولج الساحة من تخبط بلا تمحيص اهل الصنعة ولست بمنأى لما علق من أنضاء ونحن نعين على كسر شوكة المجيد ونمد يد الكسير تجول وفق الله من يدنو للتصحيح وما طرح أو أطر على ما اعتقده ضمن حيز ضيق ما نرى وما لا نرى وتقييم لدهر مضى وأخرى من سفيه القول تكدى ، فقد نابذنا فنون البديع لمن أبدع ولا ابتدع وبين صنيع من صنع ولا اصطنع فكثيرة هي تبويبات هذا المنحى وضمن محدوديتي بهذا فقد لا احرم المحلل واحلل المحرم فكثيرة هي المناحي ضمن العرف السائد لنا كعرب قد نمقت أشياء ونذكر أشياء في رؤى مختلفة بهذا الاتجاه فذاك يمنع ويسهر وجاهل يحفل والأخر يقوض في تناحر الأذواق في شائكات الطرق التي بنيت عليها ما يسمى أدب واعني بهذا ما تم طرحه الا أحيد لغيره ففعلا كان أدبا ممنهجا ورقابة لما يدلف الساحة عجمية القول لكن مركبا ذلولا دخل الساحة وحدث ولا حرج ولا أريد أن اخدش ما يدنو في سمائه التي باتت عقاربه سوداء حطمت عقارب الساعة فبدلا من أن ننأى عن توافه المطروح استمال أهل الصنعة ما هو غير مألوف فأسأؤا لما يقال ونحروا لغة الضاد ورأس الجن تواق لطمس لغة العرب والحديث ليس مؤلم فقط وإنما وسد في الصنعة من ليس له ناقة ولا جمل إلا لكسب بالرهان سفل والذائقة باتت لكل ساقطة لاقطة ( فضاع الخيط والعصفور ) وضحكت أقدارنا أن نكون بهذا وقلنا لا نكون وولغ وعاء اللغة ممن لا يصون . فهل توفت اللغة بغمدها وسيفها ثلم ؟ بي عبرة عرجاء وإنا أتخبط بمقال قد اقرب من هذا ومعي أبناء جلدتي فهل بتنا نيام ويشار كما قيل ( الناس نيام إذا ما ماتوا انتبهوا )

أبو مصطفى آل قبع



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...