قصة قصيرة
بقلمي الكاتب واعلامي وائل الحسني
( هواجس على ارصفة الحياة)
لقد عصفت بنا الأيام، دمرت ملامح البهجة فينا ، استهلكت كل شيء بداخلنا، حتى وجدنا الذي كنا نتلهف لحدوثه لا أهمية له... - وكأننا نمشي على جرف الأيام تمضي بنا ولا نعيشها.. الأحلام ما عادت تتخذنا سكنًا لها، وحتى الأماني فقدت سبيلها إلينا، إنننا نسير إلى المجهول.. ولسنا منهكين فقط، أننا نقيم طيلة الوقت على جرفِ دمعة لا تتقن فن السقوط، على حافة حزن ، نقف على محطة اليأس في حدود عالم الأمل...وحيانًا يكون أقوى إنجازاتنا بالحياة هو أننا مَازلنا بكامل قوانا العقلية ، ومَازلنا نتعامل بأخلاق الاخرين الذين يتجاهلوننا ويستهينون بنا علما كنا في يوما سند لهم ولحمقاتهم التي يرتكبونها ضد الاخرين ويزرعون العداوة مع الاخرين بحجج واهية ، مع أننا مُحاطين بمكان يمتلئ بكمية لاتُحصى مِن الحَمقى الذين يطبلون لهم.. فكم نعاني من ما نكتب ألم ويعاني في عصرنا الشرفاء.. لأننا لان نتغير مع أحد، لكننا أصبحنا نوظف مشاعرنا في مكانها الصحيح، فلا نقدم بعد الان لحد لطفًا وكلماتُ حبٍ إلا مع الأشخاص الصحيحين الذين يشعرون بألمنا وبنفس القدر.. أبشع ما يمر به المرء اليوم أن يدفع ثمن صدق عاطفته ، يدفع الثمن ذات يوم أنه كان حقيقي أكثر من اللازم مع أشباه البشر.. نعم غيّرتنا ظروف الحياة وأعادت تكويننا، لم نعد نتكبد عناء ردات الفعل، أرخينا أيدينا التي كانت تتمسَّك، فلا نُحسِن الآن سوى لتلويح للمغادرين.. علينا اليوم أن نغادر كل من حطم فينا شيئًا جميل حلمنا به أو اطفأ بنا وهجًا، علينا أن نترك ، من خذلونا بكلامهم المعسول ، ولا نشاركهم حديثًا او مكانًا، نحاول ان تجاوزهم ونعبر لمكان اكثر أمننا..نحن المُصابون بأرق، الكوابيس، المظلمة، نحنُ الذين، أكلتِ اللهفةُ أعمارنا عبثًا، ولم نصحو إلا على ضياع العمر وانتهاء الفرص وفقدان الأحلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق