الخميس، 22 ديسمبر 2022

انياب فقر

 أنياب فقر من صلب الأقدار ***

فى مدينة القاهرة العريقة تحديدا فى حى الجمالية، يسكن الشيخ طه 

الذى يعمل محفظ لقران الكريم وفى ليلة شتاء شديده كان الشيخ طه عائد لمنزله البسيط ووجد فى طريقه طفل فى عمر الخمس سنوات يرتعد فى أحد الزوايا من شده البروده عاريا تقطع قلب الشيخ طه وبداء يقترب من الطفل الصغير الذى ظل ينكمش فى نفسه من البرد والخوف، زرفت دموع الشيخ طه وقال أيها الطفل لا تخاف منى ، نظر الطفل نظرات امل وقال بصوت مرتجف زوجه ابى بعد وفاته طردتنى فى الشارع بدون ملابس ، قال الشيخ طه انت الآن معى واترك الماضى خلفك، ونزع الشيخ طه عبائته الثقيله والبسها لطفل وقال له مااسمك يابنى؟ قال الطفل الصغير اسمى عبد الرحمن ، قال الشيخ طه هيا بنا إلى منزلى يا عبد الرحمن ، انطلق عبد الرحمن مع الشيخ طه فى سعاده وأمل،  

كبر عبد الرحمن فى احضان الشيخ طه وحفظ القران الكريم كاملا على يده وأصبح اكبر دكتور جراح 

حتى شاء القدر ان يموت الشيخ طه 

حزن عبد الرحمن حزن شديد ، وظل متمسكا بذكريات الشيخ طه وتعليمه ، ظل عبد الرحمن يعمل ويعمل حتى أصبح رجل ثرى 

يساعد كل فقير ، حتى مرت الأيام ودارت السنين ليجد زوجة ابيه فى نفس المكان الذى وجده فيه الشيخ طه ، حالها تغير تماما ملابسها ممزقه تترعد من شده البروده 

تلتقط بقايا الشوارع لتسد جوعها، ركن عبد الرحمن سيارته جانبا، وبداء يتجه نحو تلك السيدة التى عذبت طفولته البريئه وانحنى امامها ونظر فى عينها التى تبدلت من نظرات قسوه لنظرات ذل 

وقال لها بصوت مخنوق زوجه ابى اراكى فى حال يمزق قلبى ، نظرت زوجه ابيه نظره الكسرة وقالت بصوت مرتجف عبد الرحمن ياااه على غدر الزمان قال عبد الرحمن انهضى زوجه ابى وتعالى معى ، قالت زوجه ابيه الفقر ذلنى كثيرا من بعد ما رميتك فى الشارع ، قال لها عبد الرحمن وانا ايضا الفقر ذلنى حتى وجدنى شيخ طيب فى نفس المكان الذى وجدتك فيه اليوم ، والآن انتِ معى ساخذك لمنزلى قالت زوجه ابيه وهل استحق لطفك يا عبد الرحمن ؟ قال عبد الرحمن تستحقى الطف هيا معى ، نهضت زوجه ابيه وذهبت مع عبد الرحمن فى منزله الانيق وجدت الدفء والحنان والكرم وكان فى منزل عبد الرحمن خادم فقير بسيط يحب عبد الرحمن حبا شديدا لأجل كرمه معه كان عبد الرحمن لا يعطيه ملابس مستعمله ولكن كان يشترى له كسوه الصيف والشتاء ولكن زوجه اب عبد الرحمن لاتتعلم مما حدث فقط نسيت تماما كرم عبد الرحمن لها وطمعت فى امواله حتى انها ارادت قتله بالسم وعندما راها خادم عبد الرحمن تشجع وبداء فى مواجهتها وقال لها ايتها السيده الشريره سوف ابلغ سيدى عبد الرحمن عن نواياكِ القذره، وظل الخادم البسيط ينتظر سيده بفارغ صبر ليبلغه عن الذى راه من زوجه ابيه ولكن لم يشاء له القدر بالتحدث مات بسكته قلبيه قبل عوده عبد الرحمن بدقائق، عاد عبد الرحمن لمنزله يتفقد زوجه ابيه التى تنتظره قلقه من الخادم ليفشى سرها ، ونظر لها عبد الرحمن ما بكِ زوجه ابى ؟ قالت زوجه ابيه بصوت قلق لا شئ عبد الرحمن ، قال عبد الرحمن اذن سأذهب لخادم حتى يضع لنا عشاء لذيذ ، ذهب عبد الرحمن لغرفه خادمه ليجده ممدا لاينطق ولا يتنفس، هرع عبد الرحمن وقال زوجه ابى نهضت زوجه ابيه مفزعه وقالت مابك عبد الرحمن ما الذى حدث قال عبد الرحمن فى حزن عميق خادمى مات ، نزل الخبر فى قلب زوجه ابيه بسعاده كبيرة وقالت فى ضحكه كبيرة فى اقرب مقلب قمامة وارميه عبد الرحمن انه شخص عادى فقير ذليل لماذا تحزن وتبكى عليه ؟ نظر لها عبد الرحمن نظره استحقار وقال لها انتِ لم تتغيرى ستظلين هكذا قاسيه القلب ، ركض عبد الرحمن فى حزن اتجاه المطبخ الذى كان ياكل فيه من يد خادمه الفقير ، وعينه تلتقط زجاجه السم على أحد الارفف اخذها بصمت وتوجه لغرفته، وبعدها بقليل دخلت زوجه ابيه تبحث عن زجاجه السم لم تجدها ظلت تبحث هنا وهناك بغضب شديد ، حتى تفاجات من يقف خلفها عبد الرحمن الذى نظر فى عينها ووجد شريط ذكرياته المؤلمه معها وقال لها هذه هى الزجاجه التى تبحثين عنها زوجه ابى، توترت زوجه ابيه وقالت بصوت مختنق لا لا يا عبد الرحمن انا ابحث عن شئ آخر قال لها عبد الرحمن تفضلى زوجه ابى زجاجه السم واقتلينى كما تشائين كيف تقتلينى وانا ميت بالفعل ميت عندما فقد امى وابى ميت عندما شربت من يدك كأس ذل وحرمان وفقر والان لا ينقصنى غير ان تدفنى جثتى، قالت زوجه ابيه انت فهمتنى خطاء عبد الرحمن ، قال عبد الرحمن فى حزن عميق كنت اتمنى ان افهمك خطاء زوجه ابى ، انظرى زوجه ابى ماذا أحضرت من اجلك هذه فايزا بنك لأن وضعت حساب خاص بالبنك وهذه الشقه كتبتها باسمك الآن انا سوف أغادر مصر لحضور مؤتمر ولا تشغلى بالك بى زوجه ابى انا وجدت شقه لا تحملى همى ، والآن زوجه ابى الفقير ليس فقير مال ودفء الفقير فقير رحمه وقلب طيب،  

جهزت لكى ماتمنيتى زوجه ابى ، نظرت زوجه الأب لابن زوجها ، نظرات ندم وايقنت انها مازالت فريسه تتألم فى قبضة أنياب فقر من صلب الأقدار  

قصة قصيرة بقلم الأديبة سميرة عبد العزيز


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...