سعة في رحاب الخالق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أساهر نجم الليل في همٍ أُغالــبـهُ ... فيعجزُ إضنائي بالنــعاسِ أقـــابلهُ
فلا أرقى كزرقاء اليمامةِ مبصرا... بعين الضنى ذاك الضباب أضاربهُ
فتغشى عيوني ما أراه بنـاظري ... تـــطوفُ في فلك السمــاء عــجائبهُ
سبحان رب الكون صف نجومه ... في حســـبة لا من يداني حـــــسابهُ
فكم من سليب العقل ظن بـقدرة ... فغـــدا صــــغير الشأن يــطرق بابهُ
فنابذ الذات غفـــــلة ما مـضــى ... لئلا يرى خــدش الــزمان مــــخالبهُ
وأيقن مــخلوقاً بحـاجة خــــالق ... يعــــين على حمـــل الدهور نــوائبهُ
فأستــوقد الـذات تطـــفأ عتـمــة ... كصهر الــمواقد للحــــديد شوائبـــهُ
وشــذب قلبه ما ران مـــــعتركاً ... رشـــفُ الــــموارد بالنقاء مـشاربهُ
فراح يـــحزمُ للنجاة سجود عبد ... ذلــــيل لرب بما غـــــاصت ركائـبهُ
وقطع الجذام أن يقارع ما هوى ... بدنيا الفــــــــناء بظن بالبقاء نصـابهُ
فأي امرئ أمن الزمان فـــــخانه ... هل يــــرتجي نُأي المـــشيب ذوائبهُ
فذاك وعد بدهر لا نخاله فــــجأة ... هو الصنو من ذاك الوعيـــد نسائبهُ
فقل صــــبراً على وعد أتــاك به ... واعلم بلا منجى الــفرار مـصــائبهُ
فأن غُلقت أبواب وأوصـد قفـــلهُا ... لك الله من سعة الرحـيـب كتــــابهُ
أدر ظهرا لها مــا فـــــيها غلــــبة ... فأن دنوت جلال الله تحظى رحابهُ
واخلع بها ثوب التــــــزيّن زهــوهُ ... فــخيُر الثياب بزهد ترى جلبــــابهُ
ولا تهب لغـــير الله زلفــــى قربة ... فما غير من ملك المــــلوك تهـــابهُ
فـــــذاك ادني للنــجاة لمن غـرف ... كف المـــناهل بالصفــــاء مــــــآبهُ
فلا أمان لخلد سعـــــاية من سعى ... فحد الشـفـــير بموت يطولُ حـرابهُ
فما لك غائب ما لــــــست مــدركاً ... فإلى متـى عُتم الـــــعقول حـواجبهُ
فأحزم لها جســــــداً لأخر مـــنزل ... إذا ما اعتراك السؤل حرت جوابهُ
وانزع بها ثوب الخــــــطايا خالعاً ... في يوم عرضٍ لا غـــــــطاء
نقابه
أبو مصطفى آل قبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق