الجمعة، 23 ديسمبر 2022

للفرح ابواب

 للفرج ابواب …..

اشتاقت إلى شم رائحة بيتها العطرة، ذهبت متلهفه والدموع تتلألأ في عينها حين شاهدت كل شيء على حاله لم يتغير ؛ فهنا باب المطبخ كما أعتادته يطل على صالة الدار، أثاث البيت لم يتغير شكله، هذا مقعدها المفضل مازال ملازم مكانه، ولكن مغطى بشرشف أبيض.

جلست عليه وهي تنظر بحزن لجميع زوايا المنزل

فهنأ ضحكاتها مع أبنها في هذة الزاوية وتلك الزاوية وهناك على سجادة الأرض كانت تسمع ضحكاته وهو يحرك سياراته الملونة بالوان العيد، رجع إلى مخيلتها كم كبر وكبرت معاه أحلامها بأن تراه شابًا وسيما .

صمتت لوهلة من الزمن فأحست بصمت المكان

يعلوا على فارق الزمان.

رجعت إلى منتصف المطبخ وأمعنت عسر الحال يطبق بكلا جانبيه، طحنها الحزن مِن داخلها وهئ ترى رفوف الطعام فارغة، لم تعتد هذا المنظر مِن قبل. فتحت باب الثلاجة فصعقت حين شاهدت الفراغ يملأ رفوفها؛ كأن الخضار والفاكهة وقناني العصير و الحليب و ارغفة الخبز لم تلامس صفحاتها.

قلبت بأعينها وريقات قائمة الكهرباء والماء بتواريخ قديمة ومتأخرة عن التسديد.

جعلت المطبخ خلف ظهرها وتوجهت لرؤية أبنها 

ما ان دخلت غرفة نومه وصدت إليه حتى انهملت دموعها من عينيها مدرارا.

وقفت إمامه فسقطت دموعها على لحيته آلتي غزاها الشيب باكرا، حزنت وهي تلامس بوصيلات شعره؛ آه كم كان لونها أسود من قبل!

خضبت بدموعها لحيته وشعر رأسه وهي تقبله بين عينه ولكن عصرها الألم فلم تستطيع ان تضمه ألى صدرها. فتذكرت أنها الان روحًا من غير جسد.


نهض من سباته، تذكر طيف حلم والدته مازال عالقًا برأسه، بكى حنينًا الى رؤيتها.

لملم بقايا قواه الخائرة التي انهكتها تعب السنين

وتوجه نحو قبر أمه الذي يبعد عنه عشرات الكيلومترات حيث ترقد في مقبرة المدينة.

ما أن وصل وشاهد الحشائش تحيط بقبرها بكى، لانه لم يزورها من سنين طويلة

مسح التراب عن سطح قبرها بعد أن ازال جميع الحشائش من حوله.

رش قارورة العطر عليه وأشعل عيدان البخور ، وهتف إلى احد مقرئين القرآن المتواجدين بين المقابر واعطاه بما تجود به نفسه بأن يقرأ عليها سورة "بس"

بكى وهو يستمع بخشوع إلى آيات الله البينات.

دعى لها بالرحمة والغفران ورجع الى بيته متعب 

ونام مِن شدة التعب.

لم يمضي أسبوعًا إلا وحلت عقدة عسر الحال 

رجعت بشوق إلى بيتها بعد أن دبت الحياة في جميع أركان البيت، فهذه الثلاجة ملئت بما تحمله من نعم الله، و رفوف المطبخ عمرت، وريقات الكهرباء والماء سددت!

وقرآن الفجر يسمع بجميع زوايا البيت.

همست بأذنه :

ماما نوم الهناء والعافية، وطيوف حلمي عليك باقية.


علاء العتابي 

الولايات المتحدة الاميركية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...